[ الرئيس هادي مع نظيره الصيني - ارشيف ]
يزور وفد من جماعة الحوثي برئاسة محمد عبد السلام الصين للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة اليمنية. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية غانغ شوان قد نفى في وقت سابق علمه بالزيارة خلال رده على سؤال للجزيرة.
وبعدما تأكدت الجزيرة من الخبر من مصادر مطلعة، تلقى مكتب الجزيرة في بكين رداً مكتوباً من المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية جاء فيه أن "الصين واليمن تربطهما علاقات صداقة تقليدية وقديمة. وأن الصين تدعم الحكومة الشرعية في اليمن لكنها في نفس الوقت منفتحة على كافة الأطراف اليمنية بهدف تعزيز الحوار فيما بينها، وأن الحكومة الصينية ستواصل بذل الجهود البناءة والإيجابية والدفع باتجاه إيجاد حل سريع للأزمة اليمنية".
ويؤكد الموقف الصيني الرسمي المعلن على أن الخيار السلمي عبر التفاوض والحوار على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي يعد السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية. كما أيدت الصين المبادرة الخليجية وكذلك وثيقة مخرجات الحوار الوطني.
وكانت بكين قد أقدمت في أبريل/نيسان من العام الماضي على إغلاق سفارتها في صنعاء وإجلاء كافة رعاياها براً إلى ميناء الحديدة ثم بحراً إلى جيبوتي، وأرجعت ذلك لدواع أمنية.
ويرى سفير الصين السابق لدى اليمن شي يان تشون أن دعوة وفد من الحوثيين لا تتعارض والموقف المبدئي للحكومة الصينية بتأييد ودعم الحكومة الشرعية في اليمن، بل إنها تنطلق من حرص الصين على سرعة التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة.
ويضيف الدبلوماسي الصيني في تصريح للجزيرة نت أنه "لا يمكن تجاهل قوة ونفوذ مليشيا الحوثي وسيطرتها على مناطق واسعة في اليمن حيث توجد مصالح صينية وحيث تعمل العديد من الشركات الصينية".
وكان الكثير من الشركات الصينية قد تعرضت لخسائر فادحة في بعض الدول العربية المضطربة. ويقول شي "نحن تعلمنا الدرس ووجدنا أنه لا مناص من التواصل وفتح قنوات اتصال مع الحركات المعارضة بما فيها الحركات المسلحة".
الصين وإيران
تأتي زيارة الوفد الحوثي قبل أيام قليلة من زيارة مزمعة لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف إلى الصين في إطار جولة آسيوية تشمل أيضا الهند واليابان. ومن المعروف أن إيران تعتبر الداعم الأساسي لجماعة الحوثي.
وكانت جهات غربية قد وجهت في وقت سابق أصابع الاتهام إلى طهران لتزويدها الحوثيين بصواريخ من طراز "سي 202 سيلك وورم" الصينية الصنع. استخدم بعضها في استهداف قطع بحرية أميركية في البحر الأحمر.
ويرى مراقبون أن استضافة الصين لوفد حوثي تشكل تغيراً في الموقف الصيني تجاه الأزمة اليمنية وتنصلاً من بنود البيان السعودي الصيني المشترك خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، بل تغيراً في أحد المبادئ الأساسية لسياسة الصين الخارجية وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وذلك عبر استضافة مليشيا معارضة مسلحة.
هذا لا يقتصر على اليمن فقط، بل يشمل أيضاً سوريا حيث تبدو ملامح انخراط أوسع للصين في الأزمة السورية.
ورغم أن الهدف من انخراطها في الأزمة اليمنية نابع من أسباب اقتصادية وجيوسياسية، فإن انخراطها في الأزمة السورية ناتج عن قلق وهواجس أمنية تتعلق بازدياد أعداد المقاتلين في صفوف المعارضة السورية والمنحدرين من إقليم شينغيانغ ذي الأغلبية الإيغورية شمالي غربي الصين، وخاصة من الحزب الإسلامي التركستاني الذي تصنفه الصين "منظمة إرهابية".