[ انتشار وباء الكوليرا في عدن ]
لم تتوقف إنعكاسات أزمة إنعدام مادة الديزل من خزانات مصافي عدن على الكهرباء فحسب بل امتدت لتشمل قطاع المياه والصرف الصحي , لتشهد شوارع وأحياء العاصمة المؤقتة للبلاد طفحا غير مسبوق لمياه الصرف الصحي بالتزامن مع إنتشار وباء الكوليرا والمعروف بإنتشاره السريع بظل وجود برك مياه الصرف الصحي منتشرة في الشوارع.
وباء الكوليرا
وفي هذا السياق يتحدث أستاذ الصحة العامة بكلية الطب بعدن خالد زين " الكوليرا هي عدوى معوية حادة تنجم عن إبتلاع بكتريا الكوليرا المنقولة بالمياه أو الأطعمة الملوثة بالبراز , وترتبط عدوى الكوليرا في المقام الأول بقلة توافر المياه المأمونة والإصحاح الجيد.
ويضيف في حديثه لـ (الموقع بوست) أنه أثر وباء الكوليرا قد يتفاقم في المناطق التي تعاني من تعطل أو خراب البنى التحتية البيئية الأساسية القائمة فيها. ويشتد التعرض لوباء الكوليرا في البلدان التي تمر بحالات طارئة صعبة. ومن عوامل الأخطار الأخرى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين داخلياً أو من اللاجئين إلى البيئات المكتظة بالسكان، مما يؤدي إلى صعوبة توفير المياه الصالحة للشرب والإصحاح.
ويذكر " أن حالات الكوليرا الشديدة تعرف بحدوث إسهال مائي حاد ومفاجئ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة نتيجة للجفاف الشديد. ويساعد قصر فترة الحضانة، التي تتراوح بين ساعتين وخمسة أيام، على تأزم استشراء المرض بالنظر للتزايد السريع في عدد المصابين. وقد لا تظهر أعراض المرض لدى 75% من المصابين بعدوى الكوليرا، مع ذلك فإن العوامل الممرضة تبقى موجودة في براز هؤلاء الأفراد لفترة تمتد بين 7 أيام و 14 يوماً، حيث تعاود ظهورها في البيئة مع احتمال تسببها في عدوى عدد آخر من الأفراد.
ويستطرد الدكتور زين " تتسم الكوليرا بكونها مرضاً شديد يؤثر في الأطفال والبالغين على السواء. وخلافاً لأمراض الإسهال الأخرى، فإنها يمكن أن تؤدي إلى وفاة البالغين الأصحاء في غضون ساعات قلائل، ويعتبر الأفراد الضعيفي المناعة مثل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، أشد تعرضاّ لخطر الوفاة في حالة إصابتهم بعدوى الكوليرا.
ويشير إلى أن " تدابير الوقاية من الكوليرا تتألف غالباً من توفير المياه النظيفة وظروف الإصحاح الجيد للسكان الذين لم يتح لهم بعد الحصول على هذه الخدمات الأساسية. ويعتبر التثقيف الصحي ونظافة الأغذية وجودتها من عوامل الوقاية الهامة أيضاً. وينبغي تذكير المجتمعات بإتباع الممارسات السلوكية الصحية الأساسية، كضرورة غسل اليدين بالصابون على نحو منتظم بعد الإبراز و قبل لمس الأطعمة أو تناولها، بالإضافة إلى إتباع الممارسات السليمة في تحضير الأطعمة وحفظها. وينبغي إشراك وسائل الإعلام الجيدة، مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف، في نشر رسائل التثقيف الصحي.
ويلفت إلى بعض أهم التدابير المساعدة في مكافحة وباء الكوليرا "
• التدبير العلاجي الصحيح للحالات في الوقت المناسب في مراكز علاج الكوليرا.
• التدريب الخاص على التدبير العلاجي لحالات الكوليرا، بما في ذلك تجنب العدوى داخل المستشفيات.
• التوفير المسبق للإمدادات الطبية اللازمة للتدبير العلاجي للحالات (كلوازم علاج أمراض الإسهال).
• تعزيز الحصول على المياه، والإصحاح الفعّال، وتصريف الفضلات على نحو ملائم، ومكافحة النواقل.
• تعزيز الممارسات الصحية وممارسات ضمان سلامة الأغذية.
• تعزيز الاتصال وإعلام الجمهور.