كشفت صحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية عن قيام قادة ميليشيات الحوثي وزعماء القبائل اليمنية المتحالفة معهم وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بسرقة المعونات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بما في ذلك المواد الغذائية الأساسية.
واضافت الصحيفة أنه يتم بيعها إلى التجار الذين يضاعفون سعرها، وفي بعض الأحيان يجري توزيعها على الأهل والأصدقاء،
بينما كان يفترض أن تذهب مباشرة إلى نحو 21 مليون يمني هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بحسب ما أكدت مصادر من المنظمة الدولية للأمم المتحدة للهجرة.
و عبرت المنظمة الدولية للهجرة عن استيائها لسلوك الميليشيات ، في ظل حالة المعاناة التي يعيشها اليمنيون وخاصة الأطفال الذين يتضورون من الجوع، ولا سيما أن هناك 300 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون خطر سوء التغذية الحاد وهناك أطفال يتضورون جوعاً حد الموت.
ونقلت الصحيفة عن المصادر نفسها، إنه جرى توزيع الإمدادات الطبية الحيوية، والماء والغذاء والمأوى في حالات الطوارئ مع المساعدات لأكثر من 1.3 مليون يمني، وأن الحكومة البريطانية أكدت تعهدها بتقديم 85 مليون جنية إسترليني من المساعدات، إلى جانب مضاعفة تمثيلها الإنساني إلى البلاد العام الماضي، ما جعلها رابع أكبر المانحين في الأزمة.
وتنقل الصحيفة عن محمد البريد الذي يمتلك متجراً في شارع تعز - صنعاء قوله: «قبل بضعة أشهر، توقفت سيارة هايلكس أمام متجري وعلى متنها أكياس من الطحين والأرز والسكر والبسكويت، وكانت جميع المنتجات هذه تحمل شعار الأمم المتحدة، وقام الرجال الموجودون في السيارة بعرضها للبيع ثم تفاوضنا على السعر وابتعتها منهم»،
بينما علق مصدر مسؤول من المنظمة الدولية للهجرة بالقول: لا توجد أرقام رسمية لما يتم نهبه ولكن هذه الممارسة موجودة بالتأكيد، وقال: «عمليات بيع هذه للمساعدات تتم خارج عن سيطرة وكالات الأمم المتحدة». وأضاف: «ما يتم بيعه في السوق هي المساعدات التي يجرى نهبها من أصحاب النفوذ في جماعة الحوثي الذين يبدؤون في بيعها للتجار بعد ذلك أو توزيعها لأصدقائهم وأقاربهم».
ولفتت الصحيفة إلى أن التجار يتنافسون من أجل الحصول على حصصهم من معونات الأمم المتحدة التي يجري نهبها قبل وصولها إلى مخيمات النازحين وتوزيعها رسمياً من قبل قادة المتمردين الحوثيين والسياسيين المرتبطين بهم، والذين يقومون بدورهم بعرضها على التجار.
وتنقل الصحيفة عن صاحب أحد المحال الذي كان يعرض في متجره جوالات المواد الغذائية التي تحمل علامة وأختام وكالات الأمم المتحدة قوله: «طوال الشهر، يأتي بعض الأشخاص ويعرضون للبيع جوالات السكر والأرز والدقيق وصفائح الزيت التي تحمل شعارات وكالات الأمم المتحدة أو الجمعيات الخيرية الأخرى الذين يرفضون الكشف عن هوية من يقف خلفهم».