[ ياسين سعيد نعمان ]
علق الدكتور ياسين سعيد نعمان السفير اليمني لدى بريطانيا والأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني السابق على حادثة استهداف السفينة الإماراتية من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع في باب المندب، مطلع الشهر الجاري.
وقال "نعمان" في منشور له بصفحته على "فيسبوك" رصده (الموقع بوست)، إن "الحادثة التي تعرضت لها السفينة المدنية الإماراتية عرض البحر وفي الممر المائي باب المندب من قبل إيران وحلفائها تزامنت مع إقرار قانون (جاستا ) وبالتحديد خلال المعركة التي شهدها القانون بين الإدارة الأمريكية وبين السلطة التشريعية الأمريكية بغرفتيها الشيوخ والكونجرس".
وأشار إلى أن إيران استغلت هذا الظرف الذي بدت فيه دول المنطقة مستهدفة بهذا القانون لتختبر الوضع المعنوي لدول المنطقة من ناحية وتأثير هذا العامل المستجد على موقف الدول الكبرى من أمن المنطقة الذي يندرج ضمن النطاق الاستراتيجي للأمن العالمي.
وأشار سفير اليمن لدى بريطانيا ياسين سعيد نعمان، إلى كيف تصرفت دول المنطقة إزاء هذا المستجد الدولي وما رافقه من محاولة لنشر الفوضى في هذا الجزء الهام من جغرافيتها وفي ظرف تضافرت فيه عوامل إرباك ضخمة كانت كفيلة بارتكاب أخطاء قاتلة من شانها تحقيق الفوضى التي استهدفها العدوان على الباخرة.
ولفت إلى أن الطريقة التي تعاملت بها دول المنطقة مع القانون (جاستا)، "أظهرت إلى الآن تماسكاً جسّد قراءة دبلوماسية مرنة وهادئة للمزاج السياسي الأمريكي المحكوم ببيئة مصالح متحركة وموجهة بقفازات القوة التي أخذت تتخبط في بحث عشوائي عن ( خصوم) بالاستناد إلى ما أطلقت عليه جذور الإرهاب، وهو التخبط الذي يضع أمريكا في مواجهة مع نفسها قبل أي شيء آخر".
وأوضح أن هذه القراءة الدبلوماسية الهادئة تدرك من واقع التجربة أن هذا المزاج (الأمريكي)، أشبه بموجة بحرية تتحرك نحو الشاطئ، وسيبتلعها الشاطئ، وإن ألحقت به بعض الأضرار.
وأضاف "نعمان": "المهم هو أن تتم المواجهة في الوقت الذي تأخذ فيه بالانكسار لاسيما وأنه مهما بدا أن تعقيدات العلاقة مع أمريكا قد تفتح أكثر من بوابة نحو صدام أشد، إلا أن الحقيقة هي الخلاف مع الولايات المتحدة لا بد أن ينتهي إلى تسوية وتفاهم..مشيرا إلى أنه ليس في مصلحة الولايات المتحدة بأي حال من الأحوال أن تسقط هذه المنطقة في فوضى الدولة الفاشلة ،كما حدث مع أكثر من دولة عربية".
وتابع "نعمان" قائلا: "مهما بدا أن الفجوة كبيرة إلا أن أسباب التفاهم والتسوية تظل أقوى، على عكس الحال فيما لو أخفقت هذه الدبلوماسية في تحديد أولوياتها بدقة"، مضيفا: "لأن الذهاب إلى المواجهة يعني تحقيق ما يريده المشروع الإيراني الذي يقوم على تدمير الدولة العربية وإدخالها جميعا في فوضى عارمة".
وأردف "ياسين": "على هذه الدبلوماسية أن تعيد بناء أولوياتها بالاستناد إلى الأخطار التي يواجهها مشروع الدولة العربية والتفكير جيداً في امتصاص الموجة التي ستتلاشى عاجلاً أم آجلاً مع القبول بتضحيات محسوبة وإصلاحات جريئة تَخلق شروطاً أفضل لعلاقات دولية أقوى مع العمل بجدية على وضع اليمن ضمن أولويات الإنقاذ السريع بعد أن أنهكته الحرب وبلورة الاستراتيجية التي ستنتظم في إطارها علاقة اليمن بمحيطة".