تتجه أنظار اليمنيين صوب محافظة البيضاء وسط البلاد، حيث الحديث عن ترتيبات تجريها السلطات الحكومية لشن عملية عسكرية واسعة في المحافظة لاستعادتها من قبضة جماعة الحوثي وقوات حليفها علي عبد الله صالح، لاسيما بعد فتح جبهة جديدة على الأطراف الشرقية المحاذية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط.
وفي الأيام القليلة الماضية تصاعدت وتيرة العمليات التي تشنها فصائل المقاومة الشعبية التي تشكلت من "مقاتلين قبليين" ضد قوات الحوثي وصالح دون أي تواجد للقوات الحكومية فيها طيلة الفترة الماضية من المعارك بين الطرفين.
وفتحت وحدات من الجيش الوطني جبهة قتال جديدة في منطقة "قانية" الواقعة على حدود محافظة مأرب لتشتيت مسلحي الحوثي وقوات صالح في أكثر من جبهة داخل البيضاء وفتح خط إمداد للمقاومة الشعبية التي تقاتل بجهود ذاتية على مدى أكثر من عام ونصف.
يأتي ذلك، في ظل مساعي يبذلها الحوثيون لوأدها عبر تحريك وساطات قبلية لتعطيل هذه الجبهة الفاعلة عبر سحب مسلحيهم مقابل انسحاب قوات الشرعية.
ويمثل الموقع الجغرافي لمحافظة البيضاء، أهمية عسكرية كونها تقع في منطقة الوسط الرابط بين عدد من المحافظات، فمن جهة الجنوب ترتبط بمحافظات "لحج والضالع وأبين" ومن الشمال والغرب يحدها محافظتا "إب وذمار" فيما يحدها من الشرق محافظتا "مأرب وشبوة".
استعدادات لم تنته
وحول الاستعدادات الحكومية، أفاد مصدر مقرب من حاكم مدينة البيضاء بأن الشرعية قامت بفتح جبهة إضافية من جهة قانية على الحدود بين البيضاء ومأرب (شرقا) لتعزيز الجبهات الخمس الموجودة حاليا وتخفيف الضغط عليها وتشتيت قوة الحوثي وصالح وإتاحة المجال لانتشاره أكثر ليسهل تنفيذ الكمائن ضدها.
وأضاف المصدر مفضلا عدم الكشف عن اسمه لـ"عربي21" أن خطة تحرير البيضاء يجري العمل عليها بالفعل، لكنها لم تصل إلى النهاية.
وكشف المصدر اليمني عن ملامح هذه الخطة التي تبدأ "بتكوين وحدات من الجيش تحل بديلا عن المقاومة الشعبية على المستوى القيادي" وذلك بهدف "توحيد جبهة المحافظة تحت قيادة هذه الوحدات الحكومية نظرا لتعدد التشكيلات المسلحة للمقاومين في ظل غياب أي تواجد لجيش الشرعية حتى الآن".
وقال إن القوات المخصصة لاستعادة "البيضاء" عبارة عن "لواء عسكري" أنهت كافة استعداداتها من حيث التدريب التي امتدت قرابة عام". لكن الجدير في الأمر أنه تم استدعاء كتيبتين من وحدات اللواء للمشاركة في عمليات نهم ضد الحوثيين، وسط التأكيد أن "المشاركة ستكون لفترة قصيرة" إلا أنها لم تنته بعد.
ولفت المصدر القريب من المسؤول الأول بالمحافظة إلى أن الخطة ليس لدعم المقاومة فقط، بل تشمل إحكام القبضة الحكومية على المدينة في فترة ما بعد التحرير، تجنبا لدخول بعض الجماعات المسلحة على الخط لضرب استقرارها عقب تطهيرها من الحوثيين وحلفائهم".
وذكر المتحدث ذاته أن معركة البيضاء بانتظار قرار التحالف العربي الذي تقوده السعودية لانطلاقها الذي قال إنه لا يعلم متى يكون؟.
مساع حوثية لتعطيل الجبهة
من جانبهم، بدأ الحوثيون بمساعي تحييد جبهة "قانية" التي فتحت مؤخرا ضدها، عبر دخول وساطة قبلية مع أعيان وقبائل هذه الجبهة المتاخمة لمأرب.
وقال المركز الإعلامي لمقاومة البيضاء إن وساطة قبلية تدخلت لإنهاء المواجهات بين الحوثيين وقبائل قانية المدعومة من قوات الشرعية في مأرب.
وحسب بيان صادر عن المركز الجمعة، فإن الاتفاق الذي وقع عليه بموجب الوساطة بين قبائل قانية والحوثيين قضى باعتبار "قانية ليست ميدان حرب ولا تكون لأي طرف".
ووفقا لبيان مركز مقاومة البيضاء فإن على الشرعية سحب قواتها إلى مأرب، يقابله سحب الحوثيين مسلحيهم إلى ليسبل وإلى ما قبل 10 أيام في المحافظة.
ولم يقدم المركز اليوم السبت أي تفاصيل تخص تنفيذ الاتفاق فيما لم يتسن لـ"عربي21" التواصل مع مصادر في المقاومة بهذا الشأن.
مصرع 5 حوثيين
ولقي خمسة من مسلحي جماعة الحوثي، مصرعهم في هجمات شنتها المقاومة الشعبية على مواقعهم في مديرية ذي ناعم غرب البيضاء.
وذكر المركز الإعلامي للمقاومة أن معارك اندلعت في منطقتي "جرجرة وجبال السد وكعواش" بذي ناعم، مع الحوثيين عقب هجوم للمقاومة أسفر عن مقتل خمسة حوثيين والاستيلاء على أسلحة تركوها خلفهم بعد فرارهم.
وحسب بيان المركز مساء السبت فإن هذه الهجمات جاءت ردا على ممارسات الحوثيين في المحافظة التي تقوم بإغلاق الأسواق التجارية لحصار المواطنيين ومنع عنهم المواد الغذائية، فضلا عن القصف العشوائي الذي تتعرض له القرى الآهلة بالسكان.