رحبت منصات إعلامية ونقابية وحقوقية وناشطون وإعلاميون بالافراج عن الصحفي أحمد ماهر المعتقل في سجون الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في العاصمة المؤقتة عدن.
وأفرجت مليشيا الانتقالي، السبت، عن الصحفي أحمد ماهر، بعد سنتين ونصف من اعتقاله وتعرضه للمحاكمة الجائرة.
وعبرت نقابة الصحفيين اليمنيين بمحافظة عدن عن ارتياحها الكبير لإطلاق سراح الزميل الصحفي أحمد ماهر اليوم السبت تنفيذا لحكم المحكمة الجزائية الاستئنافية المتخصصة بعدن بإطلاق سراحه وهو الآن حر وبين أسرته وأهله.
وقالت النقابة -في بيان لها- إنها تلقت اتصالا هاتفيا من شقيق الزميل أحمد ماهر ابلغه بان شقيقه احمد إطلاق سراحه وهو الآن بين أهله وأسرته حرا طليقا وذلك تنفيذا لحكم المحكمة الإستئنافية المتخصصة التي برأته من جميع التهم المنسوبة إليه بعد إحتجاز تعسفي إستمر أكثر من عامين.
وأكدت النقابة أن إطلاق سراح الصحفي أحمد ماهر أسعد الكثير من الصحفيين والإعلاميين بمحافظة عدن خاصة والمحافظات اليمنية.
وعبرت النقابة عن تقديرها الكبير لكافة الجهود التي وقفت مع الزميل الصحفي احمد ماهر لنيل حريته، مشيدة بجهود الأجهزة الأمنية التي نفذت قرار المحكمة وأطلقت سراحه.
رد اعتبار ومحاسبة المتورطين
وفي السياق رحب مرصد الحريات الإعلامية في اليمن، بقرار الإفراج عن الصحفي أحمد ماهر، الذي قضى قرابة عامين ونصف، معتقلاً على خلفية قضايا رأي، في ظروف قاسية بسجون الحكومة اليمنية في عدن الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال المرصد إن هذه الخطوة جاءت بعد معاناة طويلة تعرض خلالها ماهر للاختفاء القسري والتعذيب، إلى جانب انتهاكات صارخة لحقوقه القانونية والإنسانية، بما في ذلك منعه من زيارة أسرته وحرمانه من تعيين محامٍ للدفاع عنه لفترة تقارب العام.
وحسب المرصد أنه رغم توجيه اتهامات جنائية جسيمة ضد أحمد ماهر، من ضمنها تشكيل عصابة مسلحة، فإن المحاكم فشلت في تقديم أي أدلة ملموسة تدعم هذه الادعاءات. وبعد صدور حكم أولي من المحكمة الابتدائية في مايو 2024 بالسجن أربع سنوات، ألغت شعبة الاستئناف في ديسمبر 2024 هذا الحكم وأمرت بالإفراج عنه مع تبرئته من جميع التهم المنسوبة إليه.
دعوات للافراج عن بقية الصحفيين
وشدد على ضرورة إعادة الاعتبار المادي والمعنوي له ومحاسبة كل من تورط في الانتهاكات التي تعرض لها، انطلاقًا من أن الجرائم ضد حقوق الإنسان لا تسقط بالتقادم.
ودعا المرصد إلى تكثيف الجهود لإطلاق سراح كافة الصحفيين المعتقلين وضمان حمايتهم أثناء ممارسة عملهم، بما فيهم الكاتب محمد المياحي المخفي قسريا في سجون الحوثيين بصنعاء
وفي السياق ذاته، دعا المرصد جماعة الحوثيين إلى الإفراج عن الصحفيين وحيد الصوفي ونبيل السداوي، الذين لا يزال بعضهم قابعًا في السجون منذ ما يقارب العقد.
واعتبر الإفراج عن ماهر خطوة إيجابية تؤكد أهمية النضال المستمر من أجل حرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين، ويحث المرصد كافة الجهات المعنية على مضاعفة الجهود لحماية الصحفيين وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.
وكانت محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة في عدن قد برأت الصحفي ماهر، في 25 ديسمبر/كانون الأول 2024، إلا أن النيابة الجزائية المتخصصة اشترطت الإفراج عنه بتقديم "كفالة تجارية" للكفيل، وهو شرط لم تستطع عائلته الوفاء به.
واختطفت مليشيا الانتقالي في 6 أغسطس من عام 2022 الصحفي ماهر من منزل والدته بمديرية دار سعد في محافظة عدن، وقامت بإخفائه قسرا لعدة أشهر، وعرّضته لتعذيب نفسي وجسدي، ووجّهت إليه عددا من الاتهامات الباطلة.
رأس مرفوع كقلعة صيرة وجبل سمشان
وقال الصحفي المحرر من معتقلات مليشيا الانتقالي عقب خروجه من السجن إنه غادر صباح اليوم سجن الحزام الأمني في عدن "بئر أحمد" ومعه حكم براءته بعد عامين ونصف من الظلم.
وأضاف ماهر -في منشور بصفحته على فيسبوك- "أختطفت، عذبت، أكرهت على أقوال كاذبة، هددت بأسرتي، أساؤوا لي بقنواتهم وصفحاتهم، سرقت أموالي وأجهزتي الإلكترونية، لفقت لي تهمة جنائية مزيفة، أصدر بحقي حكماً جائراً، وأظهر اللّه براءتي في محكمة الاستئناف الجزائية م/ عدن".
وتابع "غادرت السجن ورأسي مرفوع مثل قلعة صيرة وكبرياء شامخ كجبل شمسان الأبي، ولم ينقص من قيمتي شيءٍ، بل نقص قيمة من تعاونوا لظلم صحفي لا يمتلك إلا قلم".