تحدثت هيئة البث العبرية الرسمية، مساء الثلاثاء، عن أن الجيش الإسرائيلي يستعد "للانسحاب التدريجي" من قطاع غزة مع دخول اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وأشارت إلى أن الأمر "قد يستغرق أسبوعا لتفكيك مواقعه في محور نتساريم وسط القطاع".
وفي تقرير لها مساء الثلاثاء، قالت الهيئة إن "اجتماعات وتقديرات للوضع جرت في قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي خلال الـ 24 ساعة الأخيرة استعدادا لانسحاب تدريجي من القطاع مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي، أن المفاوضات وصلت مرحلة "التفاصيل النهائية"، مؤكدا أنها بلغت "أقرب نقطة" لإعلان اتفاق.
بينما كشفت مصادر فلسطينية للأناضول أن الاتفاق "شبه جاهز وتوقيعه قد يكون قبل الجمعة".
ونقلا عن مصدر أمني لم تسمه، قالت هيئة البث إن "الجيش الإسرائيلي يستعد للانسحاب من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح بعد وقت قصير من توقيع الصفقة".
ووفق ذات المصدر: "جرى تنسيق الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر) مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين ومصريين وأمريكيين".
وذكرت الهيئة أن "الجيش سينسحب من محور فيلادلفيا خلال الأيام الأولى بعد توقيع الصفقة مع حماس".
لكنها قالت إن الجيش "قد يستغرق أسبوعا لتفكيك مواقعه والبنى التحتية التي بناها في محور نتساريم وسط غزة".
وأوضحت أن "الجيش يستعد لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة، وأنه سبق أن هدم جميع المباني في منطقة يبلغ عرضها أكثر من كيلومتر على الحدود (دون تحديد جهة)".
ورغم ذكر محوري نتساريم وفيلادلفيا ومعبر رفح، لم تتحدث الهيئة عن استعداد الجيش لانسحاب من محافظة شمال قطاع غزة التي تشهد منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، إبادة مكثفة أسفرت عن 5 آلاف فلسطيني قتيل ومفقود فضلا عن 9 آلاف جريح و2600 معتقلا ودمارا هائلا بالبنية التحتية.
ويتضمن الاتفاق المحتمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، وتشمل تفاصيل تبادل الأسرى الإسرائيليين بغزة والفلسطينيين بسجون إسرائيل، وخطوات وقف إطلاق النار وإدخال مساعدات يومية إلى القطاع، وعودة النازحين إلى منازلهم بما فيها مناطق شمالي القطاع، وفق مسودة حصلت عليها الأناضول.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.