[ ياسين سعيد نعمان سفير اليمن لدى بريطانيا ]
قال الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى المملكة المتحدة، أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني السابق، إن تشكيل المجلس السياسي المشترك وعلى النحو الذي أعلن، هو محاولة لإنقاذ شيء مختلف تماما عن الدولة التي لم تعد تعني لتحالف الحوثيين والمخلوع شيء.
وأضاف نعمان، في منشور له على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، رصده (الموقع بوست)، أن علي صالح ومجموعته (المؤتمر) لن يستمروا حلفاء بعد أن تزول أسباب هذا الحلف الانتقامي، لافتا إلى أن هامشهم أوسع في التعاطي مع "دولة" بمعايير مختلفة عن معايير الحوثيين.
وأشار إلى أن الذين انقلبوا على خيار السلام والتوافق والتعايش وبناء الدولة، بيدهم الآن وقبل فوات الأوان أن يقرروا أياً من الخيارين سيسلكون، الحرب أو السلام.
وقال بأن "لحظات حاسمة قادمة، هي التي سيتقرر فيها إما خيار السلام واستعادة الدولة، والشروع في حسم القضايا السياسية المعلقة، والبدء في بناء الدولة وإعادة الإعمار، أو مواصلة خيار الحرب وتدمير ما تبقى من البلد على طريق مجهول، لا يعلم أحد إلى أين سيفضي".
وأوضح، أن على الانقلابيين (مليشيا الحوثي والمخلوع)، أن يدركوا أن الحل المفضي للسلام لن يكون في إطار الانقلاب الذي صادر الدولة، لافتا إلى أن "نقطة البداية هي تسوية هذه المسألة بصورة قاطعة وبدون أي مراوغة"، وأنهم سيجدون في الجهود الدولية والإقليمية، وآخرها ربما اجتماع لندن، ما يوفر للبلد فرصة التسوية على قاعدة مشاركة الجميع في إعادة بناء هذا البلد الجميل الذي لم يكن حكامه ونخبه وعشاق السلاح والحروب فيه بمستوى جماله.
وقال الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني في المنشور الذي رصده (الموقع بوست): "على الحوثيين أن يغيروا منطلقات فهمهم لمستقبل الدولة في هذا البلد، التاريخ لا يتكرر، وان تكرر فبصورة هزلية، ناهيك عن مكر التاريخ الذي يجعل ممن لا يستوعبونه جيدا ضحايا حماقة محاولات اعادة إنتاجه بصورة إرادوية كما حدث في تجارب كثيرة، التاريخ يتحرك الى الامام ويستحضر وقائعه للاستدلال على ان الحياة لا بد ان تفهم في حركتها وصيرورتها ومآلاتها".
وأشار إلى أن اليمن لن يبقى رهينة نزعة إنتقامية سيطرت على رئيس حكم البلاد خمس وثلاثين سنة، استثمرها الحوثيون ليشعلوا حماقة إعادة انتاج وقائع من تاريخ هذا البلد لتغرق البلد في هذه الحرب المأساوية.
وأضاف ياسين سعيد نعمان في منشوره: "سجلوا للتاريخ أنكم إذا تمسكتم بخيار الانقلاب للمساومة بقيام دولة طائفية لتكسبوا رهان الأقلية بمعايير مخادعة تضخ إليكم من تجارب أخرى (في بناء الدولة)، فتأكدوا أنكم لن تكونوا في إطارها - وأكررها مرة ثانية - غير مجموعة محاربين منهكين ومنهِكين للبلد بصراعات لا تنتهي، ولن تستقر خيارات هذا النوع من الأنظمة إلا على كوارث لا أعتقد أن أحدا يجهلها".