صحفية أمريكية: "الليل لن ينتهي" وثق معاناة غزة ودعم واشنطن لإسرائيل
- الأناضول السبت, 24 أغسطس, 2024 - 03:48 مساءً
صحفية أمريكية:

"الليل لن ينتهي ـ حرب بايدن على غزة"، فيلم وثائقي أنتجته الصحفية الأمريكية ليلى العريان، لتوثيق دعم واشنطن المطلق لإسرائيل في حربها المتواصلة على القطاع الفلسطيني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 

الفيلم الوثائقي يتناول أيضا كفاح الفلسطينيين في غزة من أجل البقاء على قيد الحياة رغم انعدام مقومات ذلك في القطاع المحاصر.

 

وفي مقابلة أجرتها الأناضول مع العريان، قالت منتجة الوثائقي إن المجتمع الدولي فشل في كبح جماح إسرائيل، معربة عن أملها أن يساهم الفيلم في الضغط على تل أبيب لوقف هجماتها على غزة.

 

الصحفية الأمريكية ذكّرت بمقتل أكثر من 100 فلسطيني في الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مدرسة التابعين بحي الدرج بمدينة غزة، في 11 أغسطس/ آب الجاري، وجعلت من تلك المجزرة مادة أساسية للفيلم.

 

وفي ذلك اليوم، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة عشرات آخرين في غارة إسرائيلية استهدفتهم أثناء تأديتهم صلاة الفجر بمدرسة التابعين، التي لجأ إليها نازحون فارون من العمليات العسكرية الإسرائيلية.

 

** "واشنطن شريك مباشر"

 

العريان أكدت أنه "من الصعب للغاية تصوير دور الولايات المتحدة بالكامل في الحرب، لأن الأسلحة الموردة لإسرائيل استخدمت في هجمات عديدة، لذلك تضمن الفيلم الوثائقي الهجوم الجوي في 11 أغسطس الجاري، والذي قُتل فيه أكثر من مئة شخص".

 

وقالت بهذا الصدد: "نعلم أن القنبلة المستخدمة في هذا الهجوم أمريكية الصنع، ونعلم أيضا أنه باعتبار الولايات المتحدة قوة عظمى تسلح إسرائيل وتوفر لها الدعم الحيوي، وتتمتع بنفوذ هائل على تل أبيب".

 

وأضافت: "إذا اختارت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ممارسة بعض الضغوط، فمن الممكن كبح جماح إسرائيل، لكنهم اختاروا عدم القيام بذلك، وعمليات نقل الأسلحة الأمريكية تسهل قتل الفلسطينيين في غزة".

 

وأشارت إلى أن للولايات المتحدة "دورا بارزا للغاية في الهجمات التي قُتل فيها مدنيون، بسبب إمداد الوحدات العسكرية الإسرائيلية المتهمة بانتهاكات حقوق الإنسان بالأسلحة، إذ أرسلت مؤخرا أسلحة تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار لإسرائيل التي تواصل مهاجمة غزة".

 

وبشأن الفيلم الوثائقي، قالت العريان إن "الولايات المتحدة أرسلت سفنا حربية إلى المنطقة بعد 7 أكتوبر مباشرة، وعند مناقشة أي أخبار دولية في الشرق الأوسط، يجب أيضا فحص علاقة واشنطن بها".

 

وأوضحت أنه "لهذا السبب أُنتج الفيلم الوثائقي، واتُخذ قراره على قناة الجزيرة الإنجليزية في واشنطن ضمن برنامج ’Fault Lines’، وهو البرنامج الوثائقي المقيم الوحيد في العالم".

 

** هند رجب

 

العريان أكدت أن الطفلة الغزية هند رجب البالغة من العمر 6 سنوات اتصلت بالهلال الأحمر الفلسطيني، وتوسلت إليه لكي لا تتعرض للقتل من الجيش الإسرائيلي.

 

وتعود قصة الطفلة رجب إلى منتصف فبراير/ شباط الماضي، حين توسلت لمسؤولي الهلال الأحمر من أجل إنقاذها من السيارة التي كانت بداخلها مع أقاربها الذين قتلوا جميعهم برصاص الجيش الإسرائيلي، لكن طواقم الإسعاف عجزت عن الوصول إليها بسبب كثافة النار.

 

انتظرت الطفلة وظلت طوال ثلاث ساعات تخبر طواقم الهلال الأحمر عبر الهاتف، بأنها خائفة بين جثث أقاربها في السيارة الذين أعدمهم الجيش الإسرائيلي، وبعد أيام من هذا الاتصال الأخير عثرت فرق الإسعاف على جثمان هند، وكانت قد فارقت الحياة.

 

وأوضحت الصحفية الأمريكية أنهم تلقوا دعما فنيا من منظمات مثل "Airwars"، و"Forensic Architecture"، و"Earshot"، أثناء فحص الحالات التي ناقشوها في الفيلم الوثائقي.

 

كما أشارت إلى أنهم حققوا في الحالات المذكورة بطرق الطب الشرعي، الذين قالوا إنهم لم يتمكنوا من العثور على أي آثار لمقاتلين فلسطينيين في المبنى خلال الهجوم الجوي الإسرائيلي على مدرسة التابعين بغزة.

 

واعتبرت أن الهجوم كان "نموذجيا" لإسرائيل، وأن عشرات الآلاف من المدنيين وعددا قياسيا من الأطفال والصحفيين قتلوا بسبب عدم المحاسبة على مثل هذه الهجمات.

 

وبشأن معاناة الفلسطينيين في غزة، قالت العريان إنهم "يواجهون مشاكل مثل عدم توفر المياه والغذاء والوقود والاتصالات بسبب الحصار وكذلك الهجمات العشوائية".

 

وبيّنت أن الصحفيين الفلسطينيين الذين تعاونت معهم في غزة لإنتاج الفيلم الوثائقي اضطروا إلى العمل وسط ظروف صعبة للغاية.

 

** تحديات الإنتاج

 

وفيما يتعلق بعقبات الإنتاج، أضافت ليلى أن الصحفيين الذين عملت معهم أثناء إعداد الفيلم الوثائقي كانوا في وضع صعب للغاية، إذ إنهم كسائر الفلسطينيين بغزة وخاصة في الشمال، يواجهون صعوبات مثل نقص الغذاء ومحدودية المياه.

 

كما أنهم "يواجهون مشكلات في التنقل بسبب نقص الوقود، ومشكلة الاتصالات أيضا، إذ لا يمكنهم الوصول إلى المصدر عبر الهاتف، بل يتعين عليهم الذهاب إليه".

 

وأردفت أن "هذا قد يعني ركوب الحمار أو المشي مسافات طويلة، وبطبيعة الحال فإن الأمر صعب للغاية من الناحية العاطفية، لأن العديد من هؤلاء الصحفيين فقدوا أيضا أفرادا من عائلاتهم".

 

وضربت مثالا على ذلك بـ"مقتل ابنة أحد المصورين الذين عملنا معه، البالغة من العمر خمس سنوات، برصاص قناص إسرائيلي أمام عينيه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي".

 

ووصفت العريان الصحفيين الذين تعاونت معهم في غزة لإنتاج الوثائقي بأنهم "يتمتعون بمرونة ومهنية بشكل لا يصدق، ويعملون بجد، لكن في ظروف صعبة للغاية".

 

وأشارت إلى أن "إعداد الوثائقي كان صعبا للغاية من الناحية العاطفية لي ولفريقي، ورغم صور المجزرة المروعة والأحداث العاطفية القادمة من غزة، أنتجنا فيلما باستخدام مواد موثقة وأدلة جنائية، وأبقينا القيم الصحفية فوق كل اعتبار".

 

وأعربت الصحفية الأمريكية عن أملها أن يؤدي إعداد الفيلم الوثائقي إلى المساهمة في الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على غزة.

 

وأكملت: "لا نناقش مقتل هند أو الغارة الجوية (على مدرسة التابعين) وحسب، بل أيضا قتل أشخاص طُلب منهم الذهاب إلى مناطق آمنة، وأشخاص يلوحون بالأعلام البيضاء، لكنهم يتعرضون لإطلاق نار من قناصة إسرائيليين".

 

ونقلت عن طبيب أمريكي عائد من غزة، قوله إنه لم ير "قط هذا العدد الكبير من الأطفال الذين أطلق عليهم النار من قبل قناصين".

 

وأكدت العريان أن "إسرائيل تتصرف دون أي قواعد أو قيود، ونتيجة لذلك لا خيار سوى الاستنتاج بأنهم يُخضعون سكان غزة لعقاب جماعي".

 

وتساءلت مستنكرة: "كم عدد الأشخاص الذين سيموتون في غزة؟ للأسف فشل المجتمع الدولي في كبح جماح إسرائيل ووقف الإرهاب الذي تمارسه".

 

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

 

وتواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.


التعليقات