[ أرشيف ]
يمضي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من قبل الإمارات في تنفيذ إعلانه المتمثل في الإداره الذاتية للمحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها.
وأكد رئيس المجلس عيدروس الزبيدي -في أحدث تصريح له نشر بموقع المجلس يوم أمس الأول- المضي في تفعيل الإدارة الذاتية، داعياً الشعب إلى الالتفاف حول قيادة المجلس لتنفيذ إجراءات إدارة محافظات الجنوب التي يسيطر عليها.
من ناحيته، أكد القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي أحمد سعيد بن بريك، أن لا رجعة عن بيان المجلس بشأن الإدارة الذاتية للجنوب.
على الصعيد الميداني، يواصل "الانتقالي" المضي في تنفيذ إعلانه، حيث ينقل الموقع الرسمي للمجلس أخباراً دورية لأنشطة ما يُسمى برئيس الإدارة الذاتية أحمد بن بريك وهو يلتقي مسؤولي المؤسسات التي يسيطر عليها موجهاً بتحسين مستوى العمل، لإعطاء انطباع بالمضي قدماً في الإعلان.
بالتزامن، تتواصل اجتماعات المجلس في المحافظات لتنفيذ الإعلان، حيث كان آخرها اجتماع انتقالي محافظة الضالع.
يأتي ذلك بالرغم من إعلان "الانتقالي" ترحيبه ببيان المملكة العربية السعودية التي دعته للعدول عن إعلان الإدارة الذاتية الذي يعد انقلاباً صريحًا على اتفاق الرياض الموقع مع الحكومة في نوفمبر الماضي في الرياض.
ومؤخراً مضي الانتقالي في التصعيد بمحافظة أرخبيل سقطرى إلى جانب شروعه في تطبيق إعلان الإدارة الذاتية لجنوب اليمن، الأمر الذي يثير عدة تساؤلات لعل أبرزها هل أن المجلس يملك القدرة على تفعيل الحكم الذاتي، وهل سينجح في ذلك؟
عجز
المحلل السياسي عبد الغني الماوري يقول إن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس لديه القدرة على تنفيذ الحكم الذاتي كما أن السلطة الشرعية غير قادرة على استعادة زمام الأمور في العاصمة عدن.
وعلل الماوري في حديث خاص لـ"الموقع بوست" ذلك العجز بعدم قدرة كل من الشرعية والانتقالي على حكم مدينة عدن لأسباب كثيرة أبرزها المشكلات الكبيرة المتعلقة بالفساد التي يتسم بها الطرفان.
وأكد الماوري أن مشكلة الانتقالي تتضاعف كونه جهة تجنح لسياسات عنصرية وممارسات مناطقية.
فشل
من جانبه يشير الكاتب والمحلل السياسي عبد العزيز المجيدي إلى أن الانتقالي الجنوبي يسيطر عمليًا على الأوضاع في ثلاث محافظات جنوبية هي عدن ولحج والضالع وجزء من أبين منذ العاشر من أغسطس الماضي، وبات صاحب الكلمة الأولى فيها، مؤكداً أن المواطنين خبروا ماذا قدم "الانتقالي" في هذه المحافظات في مجالات الأمن والخدمات والإغاثة والكهرباء.
وقال المجيدي في حديث لـ"الموقع بوست" إن "الانتقالي" مجرد أداة إماراتية محضة أوجدتها الإمارات لتمرير سياساتها ومخططاتها التمزيقية في الجنوب، مؤكداً أن الأخيرة لا تريد إقامة دولة جنوبية لأن ذلك سيضر بمصالحها، بيد أنها تتلاعب بهذا الوهم بهدف توظيف "الانتقالي" لصالحها.
وأوضح أن أبو ظبي تريد أن تبقي جنوب اليمن مساحة للعبث والفوضى على نحو يمكنها من تعطيل ميناء عدن ووضع اليد على كثير من المناطق الحيوية والجزر وإدامة أمد صراع على نحو يفضي إلى تمزيق كل شيئ في اليمن، مؤكداً أن هذا هو الدور الذي تلعبه الإمارات في المنطقة العربية برمتها.
يصف المجيدي الإمارات بالقول: "دولة لديها أموالا طائلة ولا يخضغ حكامها لأي من أشكال المحاسبة، وجدت فيها القوى الكبرى حصان طروادة يقدم خدمات إستراتيجية للدول العظمي في المنطقة".
وأشار إلى أن الإمارات تؤدي هذه الخدمات لقوى دولية مقابل أوهام نفوذ تبيعها تلك الدول لها.
تعقيدات
يرجح الخبير العسكري اليمني علي الذهب أن تمضي أبو ظبي في دعم خطوة "الانتقالي" في تفعيل الإدارة الذاتية، مشيراً إلى أن تنفيذ الإعلان يتطلب جهدا ماليا وإداريا واستخباريا وسياسيا، الأمر الذي لا يملكه المجلس الانتقالي.
وقال الذهب في حديث لـ"الموقع بوست" إن "الانتقالي" أثبت فشله في إدارة المحافظات التي يسيطر عليها خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن الأخير مجرد تشكيلات مسلحة تتحرك لفرض أمر واقع بقوة السلاح، مشيراً إلى أن إدارة البلد تقع خارج قدرة "الانتقالي" في الوقت الراهن.
وأوضح الذهب أن فشل أو نجاح "الانتقالي" في تحقيق الحكم يعتمد على دولة الإمارات وهدفها من هذه الخطوة.
ويرى الذهب أن هدف أبو ظبي التي تحرك "الانتقالي" مجرد إشهار للعصا في وجه السعودية بهدف المناورة، مؤكداً أن الإمارات تستطيع قيادة الانتقالي للنجاح، ذلك أنها تملك الخبرات والمال والسلاح.
وأكد الخبير العسكري أن أمر نجاح أو فشل "الانتقالي" يتوقف على طبيعة العلاقة التي ستنشأ بين أبو ظبي والرياض بعد الإعلان الأخير للمجلس.