[ الدكتور محمد موسى العامري ]
لم تنطلق بعد مشاورات جنيف بنسختها الثالثة كما يجب، وفيما حضر وفد الشرعية التفاوضي، غاب وفد جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام جناح صنعاء، وسط جدل سياسي كبير، بشأن الهدف من تأخر وفد الحوثيين، وعما إذا كان ذلك مؤشر للتلاعب بالمواعيد و باستباق الحوثيين الفشل والتلكؤ، مع الإشارة هنا إلى أن هذا التأخر عن الحضور لم يكن هو الأول، بل سبق أن تغيب الحوثيون عن الحضور في نفس الموعد في محادثات الكويت الأولى.
القضايا والرؤية التي حملها وفد الشرعية إلى جنيف، ومسألة الجدية لدى الطرف الآخر، وتفاصيل اليوم الأول، من ضمن القضايا التي طرحناها على الدكتور محمد بن موسى العامري، مستشار رئيس الجمهورية، ورئيس حزب الرشاد، عضو الوفد المفاوض إلى جنيف.
العامري طرح الشكوك من جدية الطرف الآخر في التفاوض، ولكنه يقول إنهم في الشرعية مستمرون في إعطاء الفرصة للمبعوث وللطرف الآخر في الدفع بعجلة السلام.
وفي هذا الحوار تطرق العامري، وهو من أبرز القيادات في الحكومة الشرعية للعديد من القضايا.
نص الحوار:
* دعنا أولا نسمع منك دكتور محمد ما الذي تحمله الشرعية إلى جنيف هذه المرة؟
** الحكومة الشرعية توجهت إلى جنيف من منطلق انساني، ومن منطلق البحث ومد يد السلام، لأن الحرب من فرضتها هي المليشيات الحوثية، وليست الحكومة، وبالتالي ونحن من أول يوم في الحكومة نمد أيدينا الى السلام، ولكننا في نفس الوقت متمسكون بالثوابت الوطنية، وبالسقف المعروف، وهو الالتزام بالمرجعيات المتفق عليها في أي عملية سياسية.
والملف الذي ستحمله الحكومة بدرجة رئيسية هو الملف الإنساني، هناك اسرى، هناك مختطفون ومخفيون قسرا لدى هذه المليشيات، وهذا في أولويات عملنا، بالإضافة إلى المعاناة الإنسانية التي نحرص كل الحرص على تخفيف معاناة شعبنا، وللأسف هذه المليشيات لا تراعي الجوانب الإنسانية، ولا المعاناة التي يعاني منها الشعب اليمني، ولا هم لها سوى تنفيذ مشروعها وتنفيذ أجندتها الخاصة.
*على مستوى الوفد التفاوضي للحكومة دار حديث وجدل بشأن طبيعة الشخصيات المشاركة، ويقال إنه كان هناك تعمد في تغييب بعض الشخصيات؟
** بخصوص مسالة الوفد والشخصيات المشاركة في وفد الشرعية إلى جنيف لا شك أنها شخصيات كبيرة، هناك مستشارون، وهناك وزراء، يرأس الوفد وزير الخارجية، وهناك شخصيات سياسية، وشخصيات برلمانية كبيرة، فالوفد الحكومي معروف رفيع المستوى، لأننا في الحقيقة لا ننظر إلى الطرف الآخر الانقلابي المتمرد، إنما ننظر إلى شعبنا، وبالتالي نحن نراعي كيف يمكن أن نخفف المعاناة على الشعب، وكيف نرفع عنه هذا الضيق الذي تسببت به هذه المليشيات المسلحة.
*جرت تعديلات وخاضت الحكومة الشرعية نقاشات واسعة بشأن الشخصيات التي يجب أن تشارك، وتسربت قوائم عديدة للأسماء، لماذا الخلاف؟
**تشكيل الوفد التفاوضي هذا أمر مرده إلى الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، وليس هناك أي خلافات، وإنما كان هناك مشاورات، لكن لم نختلف ونشر في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ليس نشر رسمي أ، الوفد مشكل من كذا وكذا شخصية، وهذه كانت كلها تسريبات او اجتهادات من قبل ناشطين سياسيين، أو تكهنات، ولم يعلن الوفد الرسمي الا في وقت متأخر، ولم يحصل عليه أي تعديل، ولا أي خلاف، وليس للمبعوث دخل في منهم المفاوضين، وبالنسبة للعدد نعم العدد معروف ومتفق عليه هو 12 من الطرفين.
*يبدو أن الحكومة ليست جادة كما يقال ولهذا لم تحضر لهذه المشاروات بشكل أوسع، ما ردك؟
**الحكومة الشرعية جادة، ووصلت في الوقت المحدد، وبالزمن وبنفس الموعد، والحوثيون لم يصلوا الى جنيف الى هذه اللحظة، وهذا دليل على عدم جديتهم هم، وأنهم ليسوا حريصون على السلام، والمفترض أن يكون سؤالكم لماذا تأخر وفد الحوثيين على الرغم من أن هذا الزمن معروف من قبل شهرين ونصف؟
* لماذا تأخر وفد الحوثيين؟ وهذا السؤال معاد إليك؟
**الحوثيون هذا أمر مألوف بالنسبة لهم، هم يريدون أن يتاجروا بالقضية ويبتزوا بها المبعوث السياسي والدولي، وربما كما بلغنا من بعض الأخبار التي تتردد أن لديهم جرحى من جهات اجنبية، ربما لبنانيين أو إيرانيين ويريدون القيام بتهريبهم، وهذه معلومات وصلتنا، ويريدوا أن يستغلوا خروجهم من صنعاء لتهريب هذه الشخصيات معهم، وأما لماذا تأخروا فهم عصابة والعصابة لا تفكر بمعاناة الناس، ولا تهتم بما يعيشه الشعب اليمني من أوضاع مأساوية، هم يتاجروا بهذه المعاناة فلا يهمهم معاناة الناس أصلا.
*ما هي المعلومات المتوفرة لديكم بشأن ما سيطرحه المبعوث الدولي وبشأن الخطط والمقترحات؟
**نحن في الحقيقة ما نطمح اليه في هذه الجولة لأنها جولة قصيرة هو الجانب الإنساني، فلو استطعنا أن نفرج عن الاسرى والمعتقلين والمخفيين قسريا اعتبر هذه الخطوة إيجابية وطيبة.
طبعا في حديث في اتفاقات أولية حول هذا الموضوع وأن كنت أنا أعتقد أن الحوثيين يتكسبون من خلال معاناة الناس وايداعهم السجون بغير وجه حق، رغم انهم أي الحوثيون يطالبون بالإفراج عن أسرى حرب، بينما اغلب من نطالب بهم نحن هم أناس اخذهم الحوثيون من بيوتهم، ويحاول أن يقايض بهم بأسرع وقت، وهم مخفيون ومختطفين من بيوتهم، فإذا استطعنا أن نقطع في هذا الامر إضافة إلى حصار تعز وبعض المدن وأيضا الجانب الاغاثي فانا اعتبره مكسب بحد ذاته.
*لماذا لا يكون الحوار بينكم وبين جماعة الحوثي حوارا مباشرا؟ ما المانع من اللقاء مباشرة مع الحوثيين؟
**المفاوضات المباشرة حصلت في الكويت، وحصلت في محطات سابقة في بييل، لكنها بلا فائدة، ولهذا في هذه المشاورات حرصنا أن تكون من غرفتين بحيث لا نتشعب ولا نضيع الكلام، ونطلق الألفاظ، ونتكلم على ملفات.
إذا استطعنا أن ننجز فيها فهذا يعني يعتبر مكسب للشعب اليمني، وهو الجانب الإنساني، وهم في المفاوضات المباشرة يراوغون ويتنقلون من فكرة إلى أخرى، ولا يلتزمون أيضا بتدوين أفكارهم ورؤاهم، ويحاولون أن يتكلمون في الهوى المفتوح، واساسا هم لا يرغبون في الحوار، ولا في المشاورات، وهم أصلا يأتون الى الحوار عندما يشتد عليهم الخناق.
* التقيتم المبعوث الأممي في اليوم الأول ما الذي دار بينكم وبينه؟ وما مصير المهلة التي قيل إنها حددت بـ24 ساعة؟
**نعم التقينا بالمبعوث الأممي مارتن جريفيث في اليوم الأول من المفاوضات، وقلنا له أن تلكؤ الحوثيين وتأخرهم دليل قاطع على أنهم ليسوا جادين في عملية السلام، وانهم يريدون أن يتكسبوا من هذا التمرد، ويبتزوا المبعوث الدولي، ولابد أن يكون لكم موقف صارم من هذا الجانب، وقلنا له أننا سنتشاور في رؤانا، ومن المقرر أن يكون لنا قرار غدا نهائي حول هذا، ولا سيما إذا لم يأتوا، ومن المرجح والمؤكد أننا لن نستمر في هذه المشاورات.
* وماذا كان رد المبعوث لكم؟
**المبعوث الأممي طلب مننا أن ندخل في بعض التفاصيل، ونعرض عليه رؤانا في ملف الاسرى والملف الإنساني، ولكن نحن يبدو لي انه لم يستقر الرأي ما إذا كان سنعرض هذا الرأي بهذه الملفات في ظل غياب الحوثيون أم لا، الى الان لم نقرر.
* ما هي التوقعات في جنيف في ظل هذه المؤشرات الأولية؟
**يبدو ان المبعوث الدولي محبط من الحوثيين، ويبدو أنه لم يكن يتوقع أنهم سيتعاملون معه بهذه الطريقة، أتوقع أنهم سيأتون، وهذا توقعي أو سياتي بعضهم، لكنهم أتوقع أنهم سيتهربون من الملفات الإنسانية، مثلما تهربوا منها في الكويت وفي بيل سابقا، ولذلك أنا أقول إن المبعوث أمام تحدي كبير، وامام استحقاق لشعبنا اليمني، ومن حق الشعب اليمني أن يعرف من الجهة المعرقلة، ومن الجهة التي لا ترغب في السلام، وهذا الكلام اسمعنا به المبعوث الدولي مرارا وتكرارا.
وأتوقع أنه سيكون هناك موقف دولي كما هو الموقف الدولي المشكل الآن، والذي يشير إلى أن جماعة الحوثي هي متمردة وتتهرب من السلام.