[ خرج الآلاف في تعز الشهر الماضي منددين بخذلان الشرعية والتحالف للمحافظة ]
تتصاعد خيبة الأمل في محافظة تعز (جنوب اليمن) مجددا بعد مرور أيام على الوعود التي حصل عليها أبناؤها من التحالف العربي في تحرير المحافظة من قبضة المليشيا التي تطبق عليها حصارا مستمرا منذ سنوات، ومن هيمنة الجماعات المسلحة التي ضاعفت معاناة المحافظة.
مصادر محلية تكشف عن عودة الدعم السعودي الإماراتي لشخصيات سبق للتحالف العربي تصنيفها في قائمة الإرهاب، ما يشير إلى أن مجمل الاتفاقات التي كانت قد قدمت لكثير من القادة العسكريين والسياسيين في تعز قد ذهبت أدراج الرياح.
ويشير الأمر أيضا إلى أن الترتيبات التي جرت بين الإمارات وحزب التجمع اليمني للإصلاح حول تعز مؤخرا قد تعثرت، ولم تف بها أبوظبي، وهي تفاهمات تمحورت حول دعم أبوظبي لتحرير المحافظة مقابل مباركة قادة الجيش الوطني وحزب الإصلاح الذي طالما اتهمته الإمارات في السابق بعرقلة تحرير المحافظة.
وبدت تلك التفاهمات واضحة من خلال الترحيب الذي أبداه حزب الإصلاح تجاه تعيين المحافظ الجديد، الذي يحمل بصمات أبوظبي ويتفق مع توجهها.
ومن الواضح أن تلك الاتفاقات التي جاءت عقب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر/كانون الثاني من العام الماضي قد تبددت بعد ظهور نجل شقيق صالح العميد طارق محمد عبدالله صالح وظهوره في عدن بحماية إماراتية، ومسارعة قيادات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا إلى تأييد طارق والتلويح بإمكانية العمل معه في الجانب العسكري.
معلومات ميدانية تشير إلى أن الفصائل المدعومة من أبوظبي والرياض في تعز عادت مرة أخرى إلى الواجهة، وتلقت دعما جديد في المال والسلاح، لتعزيز مواقعها على الأرض، على حساب بقية الأطراف التي ركنت إلى الاتفاق الإماراتي السعودي.
ووفقا للمعلومات فقد غادر قائد محور تعز العسكري، ومعه قادة الألوية العسكرية بالمحافظة اليمن إلى المملكة العربية السعودية أواخر ديسمبر الماضي، في مهمة لم يتم الإعلان عنها بناء على طلب من التحالف العربي لإقرار خطة لتحرير محافظة تعز التي تسيطر المليشيات على مساحات كبيرة منها، وتفرض عليها حصارا خانقا من كافة المداخل الرئيسية .
غير أن مصادر محلية على صلة بملف تعز بالعاصمة المؤقتة عدن كشفت عن تلقى العديد من قادة الفصائل المعروفين بموالاة أطراف في التحالف العربي دعما كبيرا من العتاد العسكري والأموال خلال الأيام الماضية، وتقول المصادر إن عتادا عسكريا عبارة عن أطقم عسكرية وصلت بشكل متتابع خلال الفترة الماضية وتم تسليمها لقادة فصائل في المقاومة الجنوبية محسوبين على القيادي السلفي أبو العباس المصنف من قبل التحالف العربي ضمن قائمة الإرهاب.
المصادر ذاتها كشفت عن تلقي قائد كتائب أبو العباس العقيد عادل فارع، والقيادي في ذات الكتائب رضوان العديني، ورئيس العمليات السابق في اللواء 170 دفاع جوي معاذ الياسري أموالا طائلة بالعملة السعودية، إضافة لأطقم عسكرية وذخائر وعتاد حربي، وصلتهم من العاصمة المؤقتة عدن.
وشكل هذا الدعم خيبة أمل وصدمة كبيرة لقيادات الجيش الوطني وبقية فصائل المقاومة، والذين يرون أن الخطوة بمثابة عودة إلى الوضع السابق، ونقض لما تم الاتفاق عليه، ومساعٍ جديدة لتعقيد عملية تحرير المحافظة، وتعميق الانقسامات والخلافات الداخلية في المحافظة.
كما أثار علامات الاستفهام عن الدور الجديد الذي تتطلع أبوظبي والرياض لتحقيقه في تعز، في ظل مخطط تجميع القيادات التي تدين لأبوظبي في الولاء كطارق صالح والمجلس الانتقالي في عدن وفصيل أبو العباس وأتباعه من المقاتلين والتيارات السياسية في تعز.