هل تعاني من الإحساس الدائم باضطرابات المعدة عند تناول الطعام، وهل تعاني من الانتفاخ، الإمساك، حرقة أو تشنجات؟
إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك، فمتاعب المعدة والجهاز الهضمي هي من بين المشاكل الصحية الأكثر شيوعا، ويمكن أن يكون لها تأثير حقيقي على حياة كثير من الناس.
وبما أن الهضم عملية معقدة نظراً لأن الجهاز الهضمي مكون من عدة أجزاء منفصلة تتوالى فيها العمليات لضمان الهضم الجيد، على حد قول خبيرة التغذية كاساندرا الشون لصحيفة "ديلي ميل"، لذا يعاني الكثيرون من اضطرابات في هذا الجهاز نتيجة الإهمال واتباع أنظمة غذائية خاطئة وغير صحية وعادات يومية تؤثر بشكل مباشر عليه.
وحرصاً على التمتع بحياة أفضل، قام فريق من خبراء التغذية بالكشف عن الأخطاء السبعة المميتة التي يرتكبها كثيرون في حق جهازهم الهضمي وهي:
1 . الإفراط في تناول الطعام
الإفراط في تناول الطعام له تأثير ضار جداً على الجهاز الهضمي، حيث يضعه تحت ضغط كبير أثناء تأدية وظيفته.
وتوضح شونا ويلكنسون خبيرة التغذية في موقع سوبر فوود الإنجليزي أن الإفراط في تناول الطعام باستمرار يضع عبئاً كبيراً على الجهاز الهضمي قد يمنعه من إنتاج ما يكفي من أحماض المعدة، والإنزيمات في جميع أنحاء الجهاز الهضمي للتعامل مع حجم المواد الغذائية.
وأضافت أن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يبطئ من عمل الجهاز الهضمي، ما يتسبب في حرقة المعدة.
2 - عدم مضغ الطعام بشكل صحيح
يعد عدم مضغ الطعام بشكل صحيح أحد الأسباب الرئيسية للأعراض غير السارة المصاحبة لاضطرابات المعدة وخاصة الانتفاخ.
فعملية المضغ أمر ضروري لكسر الطعام إلى جزيئات أصغر، الأمر الذي يعطي العصارات الهضمية فرصة اكبر للتعامل مع الطعام بشكل جيد.
وتوضح ألشون أن عدم المضغ الجيد يتسبب في تخمر الطعام بالمعدة ما يسبب الانتفاخ والمغص، وتنصح بمضغ كل لقمة من الطعام 30 مرة على الأقل لضمان التمتع بعملية هضم جيدة.
3 - عدم تناول الألياف
الألياف هي مكون أساسي في أي نظام غذائي لعدد من الأسباب، أقلها أنه يساعد على منع الإمساك، فالألياف القابلة للذوبان - النوع الذي يذوب في الماء يشكل مادة هلامية في القناة الهضمية، مما يشجع الحركة الطبيعية للجهاز الهضمي ويساعد على الإخراج بشكل جيد.
ورغم ذلك فإن الإفراط في تناول الألياف يمكن أن يكون ضاراً، خاصة بالنسبة لأولئك الناس الذين يعانون من أعراض القولون العصبي، فإذا كنت تعاني من الانتفاخ والتشنج فعليك بالإقلال من تناول حبوب القمح الكامل واستبدلها بالحبوب اللخفيفة مثل الأرز والشوفان.
هذا بالإضافة إلى أن نقع المكسرات والبذور في الماء لمدة 12 ساعة يجعلها أسهل في الهضم.
4 - الإجهاد والتوتر
كما أن الإجهاد يمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل الصحية، مثل الصداع وارتفاع ضغط الدم وغيرها، فإن التوتر أو القلق أيضاً يمكن أن يسبب دماراً في القناة الهضمية، يترتب عليه مشاكل في الجهاز الهضمي.
وأوضحت الشون أنه عند الشعور بالقلق تتعرض الناقلات العصبية وهي المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات العصبية وتساعد على تنظيم وتنشيط عمليات الهضم، لعدم الاتزان ما يسبب أعراض غير سارة.
لذا تنصح الشون بعدم تناول الطعام أثناء الشعور بالقلق أو التوتر، مشيرة إلى أنه من الأفضل الاسترخاء قليلاً قبل التفكير في تناول الطعام.
5 - إهمال ممارسة الرياضة
الحركة تعمل على تحفيز الجهاز الهضمي، إضافة إلى أنها تساعد على سلاسة عملية الهضم.
ولاحظت الدكتورة مارلين غلينفيل الرائدة في مجال التغذية أن الحركة تساعد في المقام الأول هؤلاء الذين يعانون من الإمساك، مؤكدة أن التمارين اللطيفة مثل اليوغا والبيلاتس تساعد في التخلص من الانتفاخ والأعراض المزعجة للقولون العصبي.
6 - الإفراط في استهلاك المضادات الحيوية
رغم أن المضادات الحيوية فعالة للغاية في مكافحة الالتهابات البكتيرية، إلا أنها قد تؤثر سلباً على البكتيريا الجيدة في الأمعاء، خصوصا عند العلاج بها لفترة طويلة.
وأوضحت الشون أن انخفاض مستويات البكتيريا الجيدة في الأمعاء قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، منها عدم إنتاج اللاكتاز بشكل كاف وهو ضروري لكسر اللاكتوز في الحليب الأمر الذي يترتب عليه فرط نمو البكتيريا الضارة والخمائر مما يؤدي إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية، الانتفاخ، والتشنج والإسهال أو الإمساك.
ولتحقيق التوازن المنشود في الأمعاء ينصح خبير التغذية أدريان بنيامين بتناول مكملات البكتيريا ذات النوعية الجيدة مثل برو-فين.
7 - التعامل الخاطئ مع قرحة المعدة
يلجأ كثيرون إلى تناول الطعام للتخفيف من أعراض قرحة المعدة والتي تصيب الشخص عن طريق العدوى ببكتيريا "H.pylori" والتي يمكن أن توجد في المياه أو الطعام، لكن هذا يعد حلاً مؤقتاً.
وتنصح الشون بضرورة علاج قرحة المعدة بالمضادات الحيوية والعقاقير المناسبة، مع ضرورة الابتعاد عن القهوة، المشروبات الحمضية، الأطعمة الغنية بالتوابل والمدخنة بعد العلاج.