كل النصائح باتباع نمط حياة صحي في كفة، والنصيحة بإبقاء الجسم رطبا دائما بشرب الماء في كفة أخرى، فالماء هو أحد أساسيات البقاء على قيد الحياة، "لأن كل خلية في الجسم تحتاج إليه لتعمل بشكل صحيح، ولأهميته للتخلص من السموم التي نتنفسها ونتناولها كل يوم".
هذا ما يقوله دكتور زاك بوش، المتخصص في الغدد الصماء. وبما أن الإنسان يحصل على حوالي 20% من احتياجاته المائية من الطعام، فيجب على النساء أن يشربن حوالي 9 أكواب، في مقابل أن يشرب الرجال 12.5 كوبا من الماء يوميا، بحسب أكاديمية التغذية وعلم التغذية.
والشيء نفسه ينطبق على فيتامين (د) أو "فيتامين الشمس المشرقة"، وهو مجموعة هرمونات تأتي من تناول أطعمة معينة أو من التعرض للشمس. ويلعب العديد من الأدوار في الحفاظ على صحة جيدة، ويمكن أن يتسبب نقصه في الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة. وفقا لشبكة الصحة الهرمونية.
لذا من المهم التعرف على تأثير نقص هذين العنصرين على أجسامنا، ولا سيما خلال الحجر الصحي.
تأثيرات الجفاف على جسمك
قد يؤثر الجفاف على دماغك بخفض الحالة المزاجية والأداء المعرفي، فقد كشفت مراجعة "أن نسبة 2% جفاف فقط، تكفي للتأثير على المهام التي تتطلب الانتباه ومهارات الذاكرة"، وسبقتها دراسة، أظهرت أنه "حتى الجفاف الخفيف قد يُحدث اضطرابات في المزاج".
كذلك "يُخفض الجفاف من مستويات معادن مثل البوتاسيوم والصوديوم تساعد في نقل الإشارات الكهربائية بين الخلايا، مما قد يسبب نوبات ارتعاش العضلات اللاإرادي". طبقا لموقع مايو كلينيك.
يقول د. زاك بوش إن "الكُلى قادرة على نقل ما يصل إلى 55 غالونا من السوائل يوميا، وهي المرشح الرئيسي لدمك من السموم، ودون سوائل كافية لا يمكنها القيام بهذه المهمة". وفي هذه الحال تُرسل خلاياك إشارة إلى منطقة في الدماغ تُطلق هرمون (ADH) المضاد لإدرار البول، والذي يجعل البول أقل كمية وأكثر قتامة وتركيزا.
فإذا كنت تعاني من الجفاف باستمرار على مدى فترات طويلة من الزمن "فهذا يعرضك لخطر الإصابة بأمراض الكُلى". بحسب المؤسسة الوطنية للكلى.
أيضا، يحتاج جسمك إلى السوائل لتكوين الدم، وينخفض حجم الدم بانخفاض مستويات السوائل. تقول جولي ستيفانسكي اختصاصية التغذية، إننا "نحتاج إلى سوائل كافية داخل الجسم للحفاظ على ضغط الدم المناسب"، حيث يمكن أن يؤدي الجفاف إلى انخفاض ضغط الدم ومن ثم إلى الإعياء أو الإغماء. بل قد يتسبب في جعل القلب "لا يستطيع ضخ كمية كافية من الدم حول الجسم، مما قد يؤدي إلى فشل الأعضاء"، بحسب مكتبة الطب الوطنية الأميركية.
كما تحتاج أمعاؤك لترطيب كاف لتعمل بشكل صحيح، فالماء ضروري لصحة الأمعاء ولحركة الفضلات داخل الجهاز الهضمي. تقول ستيفانسكي "دون تناول السوائل بانتظام، يمكن أن تكون حركة الأمعاء صعبة"، كما يمكن أن يؤدي الجفاف إلى تلف بطانة الغشاء المخاطي للأمعاء.
أما عن بشرتك التي تُعد "أكبر عضو في جهاز المناعة، حيث تعمل كحاجز ضد الجراثيم" بحسب ستيفانسكي، فإن تناول سوائل أقل يمكن أن يسبب تشقق الشفاه وجفاف الجلد ويجلب الأمراض.
كما يؤدي نقص الماء لخفض إنتاج اللعاب وتراكم البكتيريا على اللسان والأسنان واللثة، مما يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة في الفم.
أجسامنا وفيتامين (د)
يوجد فيتامين (د) بشكل طبيعي في الجبن والحليب وعصير البرتقال والحبوب ولحم البقر والكبد وصفار البيض والأسماك الدهنية، بحسب وزارة الزراعة الأميركية. ويؤثر نقصه على الجسم بالكامل، من جهاز المناعة إلى البشرة.
فقد أظهر بحث نُشر مطلع 2020، أن"فيتامين (د) يُقلل العدوى الفيروسية من خلال تعزيز الاستجابة المناعية للجسم"، لذلك لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من نقصه كثيرا ما يصابون بالسعال ونزلات البرد. بحسب كلية هارفارد للصحة العامة.
كما يساعد فيتامين (د) الجسم في جميع الأعمار على امتصاص الكالسيوم، ويتسبب نقصه في لين العظام في الصغر، وهشاشة العظام مع التقدم في العمر.
أيضا لاحظ الباحثون أن نقص فيتامين (د) مرتبط بانخفاض كتلة العضلات، مما قد يسبب السقوط والكسور في الكبر. وفقا لبحث أوضح أنه "ليس شرطا أن تضمن لك المكملات المُصنعة من فيتامين (د) عضلات أقوى، فبعض الرياضيين يستفيدون منها، دون البعض الآخر".
كما أكدت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي يعانون من نقص هذا الفيتامين، بحسب مراجعة في مجلة العلوم الطبيعية والبيولوجيا والطب.
وقد يؤثر نقص فيتامين (د) في صحة بشرتك أيضا، حيث يتسبب في التهاب الجلد التحسسي والصدفية، ويفاقم من أعراض حب الشباب الشديد.
فطبقا لدراسة، لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د) وكانوا مصابين بحب الشباب "أظهروا تحسنا بعد تناول مكمل فيتامين (د) بمعدل 1000 وحدة يوميا لمدة شهرين". في الوقت الذي أظهر تحليل "أن انخفاض مستويات فيتامين (د) في الأشخاص المصابين بحب الشباب قد زاد من حجم الغدد الدهنية في الجلد".
وبحسب د. فيشال شاه، من مركز ثريفا الطبي في لندن، فإن "نقص فيتامين (د) يسبب الشعور بالتعب وتأخر التئام الجروح والاكتئاب، وأمراض القلب والربو عند الأطفال، وبعض أنواع السرطان".
أيضا يرتبط فيتامين (د) بصحة الدماغ خاصة في وقت مبكر من الحياة، بحسب دراسة، كما يساعد في تنظيم عمل الأمعاء، وفقا لبحث نُشر في مجلة الأبحاث في العلوم الطبية.