[ الأفوكادو والسلطات الملعبة وإنتاج المأكولات البحرية من الأطعمة المثيرة للجدل (غيتي) ]
تثير العديد من الأطعمة المفضلة لدينا -كلحم البقر وسمك القد والأفوكادو وفول الصويا- العديد من الأسئلة الأخلاقية بسبب ارتباطها الوثيق بالبيئة ودورها في التأثير على التوازن المجتمعي والطبيعي، على غرار الغابات وظاهرة عمالة الأطفال والتلوّث وندرة المياه.
وسلط تقرير في صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على أبرز الأطعمة التي أثارت الجدل حول العالم ورأي الخبراء فيها، وتساءلت حول الأطعمة المفيدة والضارة في المجتمع والأرض.
الأفوكادو
وأشارت الكاتبة إلى أن عشّاق الأفوكادو في جميع أنحاء العالم يتسببون بشكل غير مباشر في ظاهرة إزالة الغابات، وقالت إن المزارعين الذين تعاني أراضيهم من الجفاف في تشيلي أجبروا على اللجوء إلى تفريغ الأنهار للحصول على المياه من أجل ري هذه الفاكهة.
السلطة المعلّبة
يتم سنويا في المملكة المتحدة التخلص من 40%من السلطات المعلّبة في أكياس بلاستيكية، لأن هذه الوجبة كثيرا ما ينتهي بها المطاف إلى حاوية القمامة بسبب تاريخ صلاحيتها المحدّد.
وطرحت شركة تيسكو عام 2017 أكياسا قابلة لإعادة الاستخدام معدّة للسلطة، لكن هذه المبادرة لم تتمكن من وضع حد للمخاطر الصحية الناجمة عن تعليب الخضروات، على غرار استخدام البلاستيك والبصمة الكربونية خلال عملية النقل فضلا عن فقدان الخضار نكهتها، لذلك يحبذ تناول الخضروات طازجة.
لحم البقر
تعتبر الأبقار التي تُربّى من أجل استهلاك لحومها وحليبها -وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)- من الأنواع الحيوانية المسؤولة عن أغلب انبعاثات الغازات الدفيئة، رغم غياب دليل قاطع على أن تربية الأبقار في المراعي لها أضرار بيئية.
وتمثّل هذه المراعي الدائمة أحواضا للكربون وسينجرّ عن حفرها "إطلاق الكربون المحتجز في التربة"، وذلك وفقا لما ذكرته الصحفية الاستقصائية جوانا بليتمان.
سمك القد
تقول جمعية الحفاظ على الحياة البحرية في المملكة المتحدة إن مخزون السمك في المياه البريطانية في حالة يُرثى لها، نظرا لعدم احترام قوانين الصيد وسلامة الموارد البحرية.
ويختلف الوضع مع سمك القد النرويجي، إذ تعتبر النرويج أول بلد في العالم يقدم نظام الحصص من سمك القد، فيما بُنيت ثقافة الصيد فيه حول معايير جودة واستدامة وسلامة هذا المورد البحري.
زبدة المكسرات وزيت النخيل
شددت الصحيفة على ضرورة التحقق من عدم احتواء زبدة المكسرات على زيت النخيل الذي تعتبر صناعته من أكبر مسببات إزالة الغابات في العالم، رغم وجود بدائل مستدامة دون ذكر مجموعة المشاكل المنجرة عن صناعة المكسرات نفسها، على غرار ندرة المياه وعمالة الأطفال وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأشارت كاتبة التقرير إلى أن من الأفضل محاولة شراء المكسرات المنتجة محليا التي يسهل معرفة ظروف صناعتها، فيما يمكن استبدال زبدة المكسرات بزبدة الفول السوداني الذي لا تستهلك زراعته الكثير من المياه وتسهل عملية تثبيت النيتروجين وتساهم في مكافحة انجراف التربة.
فول الصويا
وذكرت الكاتبة أن كمية الصويا التي يستهلكها الإنسان مباشرة صغيرة نسبيا، لذلك من المضلل وضع تحذيرات بشأن إزالة الغابات على علب حليب التوفو وحليب الصويا.
وتتمثل المشكلة الحقيقة في تصنيع اللحوم والأسماك ومشتقات الألبان التي تعتمد صناعتها في الغالب على فول الصويا القادم من جميع أنحاء العالم، ويكاد يكون من المستحيل معرفة ما إذا كانت المنتجات العضوية التي تشتريها قادمة من البرازيل والأرجنتين حيث تتسبب زراعة فول الصويا في إزالة الغابات.
الشوكولاتة
أفادت الكاتبة بأن معظم ألواح الشوكولاتة التابعة للعلامات التجارية الكبرى تحتوي على فول الصويا وزيت النخيل، وأن الأعباء الأخلاقية لصناعة الشوكولاتة لا تتمحور حول زراعة الكاكاو فحسب.
ويأتي معظم الكاكاو من أصحاب المزارع الصغيرة في غانا وساحل العاج الذين يتحملون أعباء تقلبات الأسعار ولا يستفيدون من مردودها المالي، حيث لا تكسب عائلات مزارعي الكاكاو في ساحل العاج سوى 37% من متوسط الدخل.
الأخطبوط
تعد أخلاقيات صيد الأخطبوط غامضة، ويعتبر هذا الحيوان البحري ذكيا للغاية في حين أكدت أدلة دامغة على أنه يمكن أن يمر بمشاعر تشبه الألم.
المنتوجات البحرية
يتسبب إنتاج مزارع المأكولات البحرية في المياه الدافئة في بلدان مثل تايلند وسريلانكا ومدغشقر في تدمير سبخات أشجار المنجروف في هذه المناطق، بعد أن ازدادت شهية المستهلكين لهذه المنتجات.