يتعرض مريض الإيدز في المجتمع إلى الوصمة والتمييز نتيجة لقلة الوعي بالمرض وكيفية انتقاله والإصابة به. حيث ينظر لمريض الإيدز على أنه شخص غير سوي أخلاقيا ونتيجة للمرض فهو غير مسموح له بالتفاعل مع المجتمع والاندماج فيه. وفي هذا المقال سنتكلم عن الجانب الآخر من حياة المتعايشين مع المرض ودورهم الإيجابي في المجتمع الذي يعكس بأن مريض الإيدز بإمكانه التعايش مع المرض والمجتمع بسلام بإتباع خطوات صحية والتزامه بالعلاج.
ماهو الإيدز؟ و كيف ينتقل فيروس نقص المناعة البشري HIV
مرض الإيدز أو ما يدعى بمرض نقص المناعة المكتسب هو مرض فيروسي معدي. ينتقل فيه الفيروس المسبب للمرض والذي يسمى فيروس نقص المناعة البشري ال HIV عن طريق سوائل الجسم سواء عن طريق الدم أثناء انتقال الدم من شخص مصاب بالفيروس إلى آخر سليم أو استخدام الأدوات الحادة الملوثة بدم مصاب بالفيروس و عن طريق العلاقات الجنسية مع أحد/ إحدى المصابين به. ينتقل الفيروس أيضا من الأم المصابة إلى الجنين أثناء الولادة. ومن العوامل التي قد تقلل من نسبة الإصابة بالفيروس هو إستخدام الواقي الذكري أثناء العلاقات الحميمية بين الزوجين و إتخاذ إجراءات الطبية اللازمة التي تقلل من إحتمالية إنتقال الدم للجنين أثناء الولادة. لاينتقل فيروس المناعة البشري عن طريق اللمس أو الرذاذ فهو ضعيف جدا ويموت في حال ما تعرض للهواء. فيمكن التعامل مع المتعايشين بأمان في ظل عدم وجود أي نقل دم أو عدم وجود علاقات غير أمنه مع أحد المصابين.
قصة نجاح مع المرض:
خلال فترة عملي في مجال المناصرة من أجل إزالة الوصمة والتمييز ضد المتعايشين مع الإيدز، قابلت العديد من المتعايشين مع المرض والذين يخضعون للعلاج في مراكز العلاج ال ART في اليمن. بإختلاف القصص التي قابلتها والمعاناة التي يتعرض لها مريض الإيدز قابلت (م.ن ) والذي اصيب بالفيروس منذ سنوات وعانى كثيرا في بداية المرض، وهذا ما دفعه بأن يعمل من أجل الدفاع عن حقوق المتعايشين مع فيروس ال HIV والتوعية بالمرض وكيفية الوقاية منه والتعايش معه.
(م.ن ) يمثل نموذج حي للمتعايش مع الإيدز إستطاع التغلب على ظروف المرض والتعايش معه. حيث قام ومن خلال مبادرته بأخذ دور إيجابي في حماية المجتمع من أعداد جديدة مصابة بالإيدز وتشجيع المرضى على الفحص المبكر للمرض والتوجه لمركز العلاج لأخذ العلاج اللازم الذي يساعد المتعايشين على الحفاظ على حياتهم والوقاية من مضاعفات المرض والتعايش معه وتأهيل المتعايشين بحيث يكون لهم دور إيجابي في حماية المجتمع من الإيدز لكي لا تتكرر معاناة الكثير من المتعايشين مرة أخرى على شكل حالات إصابة جديدة بالفيروس.
يتمتع (م.ن ) بصحة جيدة و من خلال حالته الصحية الجيدة حفز الكثير إلى التوجه لمراكز العلاج والالتزام بالدواء. حيث أن التزامه بالدواء كان السبب الرئيسي وراء تمتعه بصحة جيدة. ولأهمية الالتزام بالدواء قام (م.ن ) وخلال فترة الحرب في اليمن وعدم قدرة المرضى على التوجه إلى مراكز العلاج لأخذ الدواء شارك في وضع خطة تم تنفيذها من أجل إيصال الأدوية إلى أماكن سكن وتجمع المتعايشين الأمر الذي بدورة جعل من اخذ الدواء والاستمرار عليه حتمية يجب إتباعها للحفاظ على حياة المتعايشين مع الإيدز.
الجدير بالذكر بأن (م.ن ) متزوج واستطاع إنجاب أطفال أصحاء غير مصابين بالإيدز باتباعه لوسائل الوقاية والتعليمات الطبية اللازمة. يعتبر م.ن قصة ونموذج مثالي يقتدى به لإمكانية التعايش بسلام مع الإيدز من خلال إتباع الإرشادات الطبية اللازمة والالتزام بفترة العلاج.
مراحل علاج مرض الإيدز: