حذّرت دراسة دولية حديثة من أن التدخين يقتل شخصا من بين كل 10 أشخاص في العالم، وأن حالة وفاة تقع كل 8 ثوان بسببه.
وتوقعت الدراسة التي قادها باحثون بمعهد المقاييس والتقييم الصحي في جامعة واشنطن، زيادة في نسبة الوفيات، بينما تستهدف شركات التبغ بقوة أسواقا جديدة، لا سيما في الدول النامية، ونشرت نتائجها اليوم الخميس في دورية "لانسيت" الطبية.
واستندت الدراسة التي ترصد العبء العالمي للأمراض، إلى عادات التدخين في 195 دولة ومنطقة في الفترة من 1990 حتى 2015، وكشفت وقوع حالة وفاة كل 8 ثوان في العالم بسبب التدخين، وهو عدد أكبر من عدد الوفيات التي تتسبب بها أمراض الإيدز والسل والملاريا.
وكشفت أن نحو مليار شخص قد دخنوا بشكل يومي في عام 2015، إذ دخن واحد من بين كل 4 رجال وسيدة من بين كل 10 سيدات حول العالم
وأوضحت أن واحد من بين 4 رجال وواحدة من بين 20 امرأة عرضة للموت المفاجئ بسبب التدخين، لافتة إلى أن 6.4 مليون حالة وفاة حول العالم كان التدخين أحد أسبابها في عام 2015، وأن نصف عدد الوفيات تركز في 4 دول هي الصين والهند والولايات المتحدة وروسيا.
ومع ذلك، أدت الزيادة السكانية إلى ارتفاع في عدد المدخنين الإجمالي مقارنة بالنسبة السابقة البالغة 870 مليون شخص عام 1990، حيث زادت حالات الوفاة المرتبطة بالتبغ، التي بلغت 6.4 مليون شخص في عام 2015، بواقع 4.7% خلال نفس الفترة.
وانتهت الدراسة إلى أن بعض البلدان قد نجحت في الجهود الرامية إلى مساعدة الناس في الإقلاع عن التدخين، كانت غالبا من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، منها زيادة الضرائب والبرامج التعليمية والدعايات التحذيرية.
وعلى مدار 25 عاما مدة الدراسة، شهدت البرازيل انخفاضًا في نسبة المدخنين يوميًا من 29% إلى 12% بين الرجال، ومن 19% إلى 8% بين النساء.
لكن الدراسة أشارت كذلك إلى أن كلا من بنجلاديش وأندونيسيا والفلبين لم يشهدوا أي تغيير منذ عام 1990 حتى 2015.
وحذر فريق الباحثين من أن روسيا قد شهدت زيادة في أعداد المدخنين السيدات بواقع 4% خلال الفترة نفسها، بينما ظهرت هناك مؤشرات مشابهة في أجزاء من أفريقيا.
وقال إيمانويلا جاكيدو، كبير الباحثين في الدراسة: "رغم مرور أكثر من نصف قرن على وجود أدلة جلية للآثار الضارة للتبغ، بات هناك اليوم شخص يدخن يوميا من بين كل 4 أشخاص في العالم".
وأضاف أن "التدخين يظل ثاني مسبب للوفاة والعجز المبكرين في العالم، ومن أجل زيادة الحد من آثاره يتعين علينا تكثيف جهود مكافحة التبغ للحد من انتشار التدخين وأعبائه المرتبطة به".
ووفقا للدراسة، يعتبر التدخين المسبب الأكبر للعديد من الأمراض، إذ أن التبغ هو العامل الرئيسي في الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى المزمنة، بالإضافة إلى تدهور العديد من الحالات، ووصولها إلى السرطان.