بالإضافة إلى الحواس الخمس المعروفة، وجد علماء أن هناك إمكانية لوجود حاسة سادسة مشتركة لدى البشر، بالإضافة إلى وجود جين لها.
وقال العلماء إن ما يمكن اعتبارها حاسة سادسة هي "الحس العميق"، التي وجدوا لها جينا مسؤولا عن مقدرة الإنسان على معرفة أوضاع أجزاء جسمه بعضها بالنسبة إلى بعض وموقعها في الفضاء المحيط به، بحسب ما نشر في "مجلة بريطانيا الجديدة" الطبية، في 21 أيلول/ سبتمبر الماضي.
فقد يؤثر فقدان هذا الحس سلبا على تنسيق الإنسان لحركاته، وعلى مقدرته على التكلم وحتى قدرته على المشي.
وفي الدراسة التي نشرتها المجلة، توصل طبيب الأعصاب للأطفال كارستين بينيمان، من "المعهد القومي للاختلالات العصبية وحالات الجلطة الدماغية" في مدينة بيتيسدي الأمريكية إلى هذا الاكتشاف نتيجة اهتمامه بالحالة الصحية لفتاتين في التاسعة والـ19 من عمرهما اتصفتا بأعراض شبيهة، حيث كانتا تعانيان من انحراف في العمود الفقري وشعرتا بصعوبة في المشي، وكانت أذرعهما وسيقانهما وأصابعهما منثنية بشكل غريب. هذا وعانت الفتاتان أيضا من مشكلة التحسس في جلديهما.
وأجرى بينيمان عددا من الاختبارات فاتضح له أن الفتاتين استطاعتا المشي ولمس أنفيهما فقط عندما كانت عيونهما مفتوحة، بينما فشلتا في القيام بذلك حين كانت عينا كل منهما مغمضتين. هذا علما بأنهما لم تكونا تشعران بلمس جلديهما بواسطة مرنان مهتز بينما بقي لدى جلديهما الشعور بالألم والحرارة.
وكشف الطبيب عن عدم وجود ما يمكن تسميته "الحس العميق" لدى الفتاتين، وهو الحس الذي يعتمد عليه البشر عند عزفهم على البيانو، مثلا، وعند تغيير السرعات في السيارة أو عند الطباعة العفوية باستعمال لوحة المفاتيح (الكيبورد). وهنا يسمح البصر بالتعويض جزئيا عن فقدان هذا "الحس العميق".
وعند تحليل بينيمان عينات الحمض النووي للفتاتين، اكتشف تعديلا نادرا وقويا لجين PIEZO2، يؤكد أن وجود فتاتين فقط مريضتين بهذا المرض قليل جديدا لاستخلاص النتائج النهائية. كما أن الأطباء لا يعرفون ما علاقة تعديل الجين المذكور بانحراف العمود الفقري، مع أن من المعروف أن هذا الجين يؤثر على هيئة الإنسان في أثناء المشي والجلوس.