تؤثر رحلة الحج على مريض السكري وقدرته على إدارة المرض بشكل جيد، نظرًا للتغييرات التي تطرأ على مستوى النشاط البدني كالمشي والوقوف لفترات طويلة، والنظام الغذائي وأوقات تناول الوجبات، لذلك من الضروري أن يعتني مرضى السكري بأنفسهم جيدًا لأن مثل هذه التغييرات قد تجعل المريض معرضًا لتقلبات في مستوى السكر في الدم والجفاف.
وفيما يلي مجموعة من النصائح والمعلومات التي تقدمها الاختصاصية في الأمراض الباطنية، الدكتورة فرحانه بن لوتاه من مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، والتي ستساعد في الحفاظ على صحة مرض السكري وإدارة مرضه بشكل فعال أثناء إداء فريضة الحج .
1- استشارة الطبيب قبل السفر لمناقشة أية تغييرات ستطرأ على النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني ومواعيد الوجبات، وسيرشدك الطبيب حول كيفية تناول الدواء أو الأنسولين، ونوعية الطعام، ومواعيد تناوله، وكيفية تجنب أية مضاعفات قد تحدث أثناء الحج نتيجة لمرض السكري، وهذا مهم جدًا لا سيما إن كان لدى المريض مشاكل صحية أخرى مرتبطة بمرض السكري مثل أمراض القلب أو الكلى أو إن كان يعاني من مشكلة انخفاض مستوى السكر في الدم في السابق.
2- التأكد من الحصول على اللقاحات الخاصة بالإنفلونزا والتهاب السحايا قبل أسبوعين من السفر، فالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا والتهابات الصدر تنتشر في موسم الحج نظرًا لاجتماع أعداد هائلة من الناس ضمن مساحة محدودة خلال فترة زمنية قصيرة، مع محاولة تجنب الاحتكاك مع الناس عن قرب قدر الإمكان، والحرص على ارتداء قناع للوجه إن كنت معرضًا للعدوى.
3- تجهيز الكمية الصحيحة من الأدوية التي يحتاجها المريض أثناء الرحلة حسب إرشادات الطبيب، وضعها في عبوات منفصلة، وكتابة اسم الدواء على كل عبوة بخطٍ واضح، والتأكد من حمل عبوة خاصة لحفظ الأنسولين.
4- وضع الأدوية في الحقيبة التي ستحملها إلى الطائرة بدلًا من وضعها مع الأمتعة المشحونة، لتجنب متاعب فقدان أمتعتك، وفي نفس الوقت حماية الأدوية من التعرض للاختلافات في درجات الحرارة على الطائرة، والتي قد تؤثر على مفعول الأنسولين.
5- تجهيز أشرطة فحص الجلوكوز والكيتون لمعرفة حالة السكر في الدم أثناء الإحرام.
6- إبلاغ الجهة المنظمة لرحلة الحج بالحالة الطبية، فقد يكون هناك طبيب مرافق للرحلة، وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فمن المهم إخبار المسافرين أنك مصاب بداء السكري، مع تعريفهم بأعراض انخفاض مستوى سكر الدم وكيفية التعامل معها.
7- تجنب السير حافي القدمين وحماية القدمين بارتداء حذاء مريح وجوارب قطنية نظيفة، والحرص على غسل القدمين وتجفيفها كل يوم، فالعناية بالقدمين مهمة جدًا بالنسبة لمرضى السكري لأن تلف أعصاب الأطراف يمكن أن يسبب ضعفًا وخدرًا وألمًا في القدمين، وقد لا يشعر المريض بالجروح أو البثور أو القروح التي تبسبب في حدوث تقرحات والتهابات في القدم، أو ما يعرف بمرض قدم السكري.
8- الحرص على اختيار المأكولات الصحيحة للمحافظة على المستوى المطلوب للسكر في الدم، وفي العادة تقدم الوجبات للحجاج على شكل بوفيه، لذلك يجب الحرص على اختيار الطعام بعناية، والبدء بوجبة سلطة من الخضار الطازجة والمغسولة جيدًا، واختيار اللحوم الخالية من الدهون مع أرز البسمتي للحفاظ على المستوى المناسب لسكر الدم، وتجنب تناول الحلويات لأنها سترفع مستوى السكر في الدم وتسبب لك الجفاف، ويمكن بدلًا عن ذلك تناول الفواكه ذات مؤشر سكر منخفض وتحتوي على الكثير من الألياف، مثل الكمثرى والتفاح والفراولة.
9- تحضير وجبات خفيفة لتجنب الانخفاض المفاجئ في مستوى سكر الدم مثل: كمية قليلة من المكسرات والحبوب، أو لبن الزبادي قليل الدهون، أو الشوربة، والحرص على وجود بعض السكريات البسيطة معك في جميع الأوقات لتناولها في حالة التعرض لنوبة انخفاض سكر الدم التي تحدث عندما تنخفض نسبة السكر إلى أقل من 70 ملغم/ديسيلتر، ويرافقها شعور بالدوخة والتعرق وخفقان في القلب، وعند التعرض لهذه النوبة، يتصح بتناول 3 تمرات أو ملعقة طعام واحدة من العسل أو شرب نصف كوب من عصير الفواكه، ثم فحص مستوى السكر بعد 15 دقيقة، وابلاغ الفريق الطبي المتواجد في الموقع.
10- تناول الكثير من الماء خلال النهار ومع كل وجبة، والحد الأدنى 2 ليتر يوميًا ويفضل أكثر لأن المريض قد يفقد السوائل عن طريق التعرق أو الإسهال، فالطقس في مكة المكرمة والمدينة المنورة يكون عادةً حارًا وجافًا، ومن السهل نسيان شرب كمية كافية من الماء للانشغال بمناسك الحج وأثناء المشي لمسافات طويلة، مما يزيد من خطر تعرضك للجفاف، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات السكرية، مثل عصائر الفاكهة والصودا الغازية. وإذا كان مسموحًا لك أن تحمل مظلة، فاستخدمها قدر الإمكان، واصطحب معك عبوة لرش المياه كي تحافظ على برودة جسمك.