كشفت وزارة الزراعة في ولاية كاليفورنيا، وهي أكبر ولاية أمريكية منتجة للحليب، إصابة أبقار في ثلاث مزارع للألبان في الولاية بفيروس إنفلونزا الطيور.
وبهذا يتسع انتشار الإصابات بالفيروس باسمه العلمي "إتش5 إن1" بين الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة إلى الولاية الرابعة عشرة، بينما أصيب أكثر من 190 قطيعا بالعدوى على مستوى البلاد منذ آذار/ مارس الماضي، إلى جانب 13 عاملا في مزارع الألبان والدواجن، وفقا لبيانات اتحادية نقلتها وكالة "رويترز".
وأثار انتقال الفيروس من الطيور إلى الأبقار مخاوف متزايدة من إمكانية تحوره بحيث ينتشر بين البشر.
ويقول مسؤولون اتحاديون إن إنفلونزا الطيور تشكل خطرا ضئيلا على البشر وإن البسترة تعمل على إبطال نشاط الفيروس في الحليب.
وقالت وزارة الأغذية والزراعة في كاليفورنيا في بيان إنه لم يتم تأكيد أي حالات إصابة بشرية في كاليفورنيا. وذكر البيان أن الأعراض بدأت تظهر على القطعان المصابة في 25 آب/ أغسطس.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر تطوّر الفيروس إلى وباء جديد يتفشى بين البشر.
وحدثت وقائع عديدة في الأشهر والسنوات الأخيرة تؤكد اقتراب هذا الخطر، وتبدو الأرقام التي نشرتها المنظمة مُخيفة لما أظهرته من معدلات مرتفعة جدا من الوفيات بين المصابين بالفيروس.
ولم يتردد كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية في التعبير عن توجّسه من الوضع الحالي بشأن إنفلونزا الطيور. وأكد جيريمي فارار أن "سلالة الإنفلونزا أ "إتش5 إن1" أصبحت جائحة حيوانية عالمية. إذ انتقلت ومنذ سنوات من الطيور إلى الثدييات من قطط ونمور وثعالب ودببة وثدييات بحرية وغيرها. ويبقى السبب الرئيسي في ذلك هو أكل هذه الحيوانات للطيور المصابة بالفيروس.
لكن الخطر الأساسي، بحسبه، يتمثل في التحول من عدوى انطلاقا من الطيور إلى عدوى بين فصيلة واحدة من الثدييات. وهذا ما يبدو أنه حصل في الولايات المتحدة في مزارع لتربية البقر. إذ أُعلن بداية أبريل/ نيسان عن إصابة مزارع بفيروس "إتش5 إن1" مباشرة من البقر، ما يُظهر احتمال تفشي الفيروس في القطيع دون اتصال بالطيور.
وإنفلونزا الطيور من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الحيوانات بشكل عام والطيور الداجنة بشكل خاص، ويسبب نفوق الطيور المصابة خلال أيام، وينتقل بين الطيور المصابة، فيما تنقل الطيور الموبوءة بالفيروس المرض للإنسان من خلال ملامسة برازها ومخالطته.