نشرت وكالة "رويترز" تقريرا حصريا نقلت فيه عن مصادر قالت إنها مطلعة، أن من المتوقع أن تعلن قطر للبترول وإكسون موبيل الأسبوع المقبل عن خطط للمضي قدما في مشروع باستثمارات قدرها عشرة مليارات دولار لتوسع في منشأة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في تكساس.
وبحسب مصادر ثلاثة لم تكشف هويتها، فإن "كونوكو فيليبس، الشريك الثالث في المرفأ القائم، تخطط لبيع حصتها البالغة نسبتها 12.4 بالمئة في المشروع ولا تنوي المشاركة في التوسعة".
ويرتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال. ومن المتوقع أن يزيد الاستهلاك العالمي للغاز المسال بأكثر من المثلين إلى 550 مليون طن سنويا بحلول 2030، مما أطلق سباقا بين شركات النفط والغاز الحريصة على الهيمنة على السوق.
ومرفأ جولدن باس للغاز المسال هو منشأة للاستقبال وإعادة التغييز في سابين باس بولاية تكساس وبمقدوره معالجة ما يصل إلى ملياري قدم مكعبة يوميا من واردات الغاز الطبيعي إلى الولايات المتحدة.
لكن مع ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من الغاز إلى مستويات قياسية بدعم من إنتاج الغاز الصخري، فإن الطلب على طاقة التصدير زاد. وسيركز التوسع المحتمل البالغة استثماراته عشرة مليارات دولار، والذي أُعلن عنه للمرة الأولى في 2014، على هذا الاتجاه الجديد للسوق.
والمشروع جزء من خطط قطر للبترول لاستثمار نحو 20 مليار دولار في الولايات المتحدة، إذ تسعى الشركة لزيادة تواجدها بالخارج في قطاع النفط والغاز.
وقال مصدران إن إكسون موبيل هي الشاري المرجح لحصة كونوكو فيليبس، وأضافا أن الشركاء الحاليين لا يرغبون في جلب مساهم آخر، إذ إن خطط المشروع في مراحل متقدمة.
وحاليا، تبلغ حصة إكسون 17.4 بالمئة في المشروع وتملك قطر للبترول حصة أغلبية نسبتها 70 بالمئة.
وتعزز إكسون وقطر تحالفا عالميا في مشاريع للغاز الطبيعي المسال يمتد من الولايات المتحدة إلى موزامبيق. وقال أحد المصادر إن إكسون تسعى لاحتلال مكانة لدى قطر، ولكي تفعل ذلك، فربما تكون مستعدة لتقديم تنازلات معينة.
وكانت قطر أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم في 2017 ويبلغ إنتاجها السنوي 77 مليون طن.
وامتنعت إكسون وكونوكو فيليبس عن التعليق، فيما لم يتسن حتى الآن الاتصال بقطر للبترول للحصول على تعقيب.
وقال أحد المصادر إن بيع حصة كونوكو فيليبس أدى إلى تأخيرات في الإعلان عن القرار النهائي بالمضي قدما في المشروع. وطلبت المصادر عدم نشر اسمائها نظرا لأن المحادثات خاصة.
ومشروع غولدن باس من بين عدة مشاريع قد تتم الموافقة عليها هذا العام. ومن المتوقع أن تتخذ الشركات قرارات نهائية بشأن المشروع بما قد يضيف أكثر من 60 مليون طن سنويا من طاقة إنتاج الغاز الطبيعي المسال هذا العام. وقال جايلز فارير مدير الأبحاث العالمية للغاز والغاز الطبيعي المسال لدى وود ماكنزي إن ذلك يرتفع كثيرا عن المستوى القياسي السابق البالغ نحو 45 مليون طن في 2005 ويزيد بمقدار ثلاثة أمثال عن 21 مليون طن، وهو المستوى المسجل في العام الماضي.
وجرى شحن ما يزيد عن 320 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال عالميا في 2018، وفقا لبيانات الشحن على رفينيتيف ايكون.
وانسحبت قطر من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) العام الماضي، وهو ما يسمح لها بالتوسع في الولايات المتحدة دون القلق من تشريع مقترح قد يفرض قيودا على استثمارات أعضاء المنظمة في البلاد.