أثار رحيل الفنان اليمني البارز عبد الكريم مهدي إثر ذبحة صدرية اليوم في محافظة تعز حزنا واسعا في قلوب اليمنيين، وبين أوساط محبيه ومن عرفوه.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن إلى صالة عزاء تنعي الفنان مهدي أحد أبرز نجوم الدراما والكوميديا اليمنيين الذين أثروا الشاشة الصغيرة بعدد كبير من الأعمال.

ظهر مهدي لأول مرة في مسلسل "دحباش"  مطلع التسعينيات بدور ناجي، ثم توالت أعماله المسرحية وِشارك مع نخبة من مسرحيي تعز في تجربة "مسرح الشارع".

الفنان في سطور

قدم مهدي أعمالاً كثيرة كان أشهرها "حكاية دحباش"، مطلع التسعينيات وشارك في العديد من المسلسلات منها "همي همك" و"حاوي لاوي" وكذلك في فيلم "الهروب إلى الموت"، وهو الفيلم الذي حاز على المركز الثالث في مهرجان اليمن الثاني للأفلام.

وخلال السنوات الأخيرة ظهر مهدي في أعمال تلفزيونية أبرزها "حاوي لاوي" في قناة السعيدة، و"جمهورية كورونا" العام الفائت، وكان آخر أعماله المشاركة في بطولة مسلسل "ليالي الجحملية" على قناة يمن شباب في موسم رمضان الفائت حيث أدى دور "الحنش" بشكل مبهر.

ويُعد الفقيد من أبرز من قدموا أعمالاً فنية هادفة خلال السنوات الماضية، وهو فنان مسرحي وكاتب وشاعر غنائي وكان يشغل أمين عام نقابة الفنانين اليمنيين بمحافظة تعز، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

عين مهدي رئيسا للمسرح الوطني بتعز، ومدير عام للثقافة في مديرية القاهرة، وانتخب في 2004 أمينا عاما لنقابة الفنانين في تعز.

- بدأ رحلته الفنية في ثمانينيات القرن الماضي.

- التحق بفرقة المسرح الوطني بتعز في العام 1983.

-‏ عين رئيسا لقسم المسرح في مكتب الثقافة بتعز في العام 1997.

-‏ عين مديرا لمكتب الثقافة بمديرية القاهرة في العام 2002.

-‏ انتخب أمينا عاما لنقابة الفنانين للمهن التمثيلية في العام 2004.

-‏ عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.

-‏ وفي العام 2010 تقدم بطلب إعفائه من العمل الإداري والتفرغ للعمل الدرامي والأنشطه الثقافية.

-‏ كما يعد كاتبا وشاعرا غنائيا بالإضافة إلى كونه فنانا مسرحيا.

-‏ له العديد من المشاركات والمهرجانات الفنية الداخليه والخارجية.

-‏ من أشهر الأعمال التي شارك فيها: مسلسل دحباش إلى جوار الفنان القدير آدم سيف، مسلسل ذئاب ولكن، مسلسل أبو الخير، مسلسل همي همك الجزء الأول، مسلسل ليالي الجحملية بجزئيه الأول والثاني، مسلسل مخلف صعيب، مسلسل كيني ميني، مسلسل حاوي لاوي، مسلسل عسل صافي، فيلم الهروب إلى الموت والذي حاز على المركز الثالث في مهرجان اليمن الثاني للأفلام.

-‏ومن مؤلفاته المسلسل الإذاعي الدرامي "عريس عرطة".

‏- له ديوان شعر غنائي تحت الطبع.

رحيل موجع

ونعى مدير مكتب الثقافة بتعز عبد الخالق سيف الفنان مهدي، والذي قال إن اليمن فقد رمزا ثقافيا كبيرا وشخصية محبة لوطنها لا يمكن أن تعوض.

وفي السياق قال الكاتب الصحفي أحمد الشلفي إن "عبد الكريم مهدي لم يكن ممثلا فقط، بل كان شاعرا وكاتبا ومؤلفا مسرحيا، عرفته بتعز في التسعينيات".

مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي، اعتبر رحيل الفنان مهدي خسارة فادحة لليمن، وقال إن "رحيل الفنان عبد الكريم مهدي الذي لطالما أضحكنا وعشنا معه أوقاتا لا تمل من خلال الأعمال الفنية التي قام بها.. العزاء لنا جميعا برحيل هذه القامة الفنية الكبيرة".

الناقدة السينمائية هدى جعفر نعت رحيل الفنان مهدي، وقالت "وداعا عبد الكريم مهدي، كان أحد نجوم مسلسل "ليالي الجحملية" الذي عُرض مؤخرًا في رمضان".

الصحفي صدام الكمالي اكتفى بوصف رحيل الفنان عبد الكريم مهدي بالقول "خسارة كبيرة".

الكاتب الصحفي عامر الدميني غرد بالقول "مات الفنان مهدي، ظهر لأول مرة في مسلسل دحباش مطلع التسعينيات، مجسدا شخصية اسمها ناجي، ثم ظهر لاحقا في عدة مسلسلات".

وأضاف "ينتمي مهدي لذات المدرسة الكلاسيكية الأولى في التمثيل".

"رحم الله الفنان الكبير عبد الكريم مهدي، شهد مؤخرا حضورا وأداءً ملفتا، لا يشعرك بأنه يمثل"، بهذه الكلمات غرد المحلل السياسي غمدان اليوسفي.

في حين قال الصحفي محمد السامعي "قبل أيام كتبت منشورا عن إبداعه وحسن أدائه وإتقان دوره، واليوم يأتي الخبر عن وفاته، رحمة الله تغشى الفنان الكبير مهدي".

وكتب المحلل السياسي ياسين التميمي قائلا: "لطالما كان الكثير من متابعي مسلسل "ليالي الجحملية" يحرصون على متابعة المشاهد التي يؤديها، مجسدا شخصية حنش التي لم تكن تعكس روحه وطلته الدافئة الودودة حتى وهو يجسد دورا بكمية لا بأس بها من الشر والطمع".

وأضاف "تحدث بلهجة المدينة القديمة التي هي جزء من لهجة محكية على نطاق واسع في محافظة تعز، وعكس سمته وملبسه النمط السائد والهيئة الغالبة للوجاهات الاجتماعية وسكان المدينة".

وتابع التميمي بالقول "كان الراحل كما يشي نشاطه في مواقع التواصل الاجتماعي يبدو متشبثا بالحياة متمتعا بطيبة قلب وبساطة، وبقي معها يعيش ضمن الحدود الدنيا من الإمكانيات المعيشية على نحو لا يتفق مع مؤهلاته الإبداعية الشاملة كفنان ومسرحي وكاتب".

من جهته المحلل السياسي فيصل علي قال "في ذمة الله ورحمته فناننا القدير عبد الكريم مهدي، سجل فني هادف ومميز، وإنسان مخلق ولطيف وبسيط متواضع".

وأضاف "ستفتقده تعز وحارة سوق الصميل والشاشة اليمنية والجمهور في كل اليمن".

الباحث السياسي نبيل البكيري نعي مهدي بالقول "رحم الله عبد الكريم مهدي الفنان الذي يشعرك كأنك أمام واقع حقيقي وليس مجرد دراما، يمثل من أعماق وجدانه في تقمص الدور الذي يؤديه، عزاؤنا لأهله وجمهوره".

‏وتابع "خسارة كبيرة للدراما اليمنية التي تعاني شحة كبيرة في هذا المستوى من الممثلين".

فيما كتب الإعلامي سامي السامعي‏ قائلا: "من أفضل ما قدمت الشاشة اليمنية وأكثرهم بساطة وتلقائية وأقلهم حظا".

أما الكاتب الصحفي رشاد الشرعبي فقال "الفواجع صارت أخبارا معتادة بالنسبة لنا يوميا، رحمة الله تغشاك فناننا القدير الأستاذ عبد الكريم مهدي".

وأردف الشرعبي بالقول "فقدت الدراما اليمنية برحيله واحدا من مبدعيها ومنظريها".