حذر سفير اليمن والمندوب الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) محمد جميح، من تعرض آثار اليمن للسرقة والنهب، وتعرض مناهجه ونظامه التعليمي للتجريف الطائفي من قبل جماعة الحوثي.

جاء ذلك خلال كلمة اليمن في الدورة الأربعين للمؤتمر العام لليونسكو المنعقدة بالعاصمة الفرنسية باريس، وفقا لوكالة "سبأ" الحكومية.

وقال جميح إن اليمن شهدت الحوار الديمقراطي قبل آلاف السنين بين الملكة بلقيس ومساعديها للتشاور بشأن رسالة وردتها من النبي الملك سليمان بن داوود، حيث أدارت الملكة أول حوار سلام بين دولتين قويتين كانتا معرضتين للحرب، قبل أن تنهي الملكة الحوار باتفاق سلام تاريخي بين البلدين.

ولفت مستدركاً "إلا أن هذا التاريخ الناصح يتعرض اليوم لتجريف ممنهج، لينتهي جزءاً من تراثها مسروقاً، وجزء من نظامها التعليمي معطلاً بسبب مليشيا دينية انقلبت على الدولة، وأرسلت الاطفال إلى محارق الحروب".

وأشار إلى أن من حق أطفال اليمن أن يحصلوا على التعليم بالمدرسة، لا أن يكونوا وقودا للمعارك، كي لا نحصل على جيل ممن يعرفون كيف يفككون الكلاشنكوف، ولا يعرفون كيف يكتبون جملة صحيحة.

وأشاد جميح بجهود اليونسكو المتواصلة لدعم اليمن في القطاعات التربوية والتعليمية والثقافية المختلفة، مطالباً بمزيد من الاهتمام بالتراث الثقافي والحضاري في اليمن في هذه الفترة العصيبة من تاريخ البلاد.

وخص بالذكر مبادرتين في هذا الخصوص، الأولى: مشروع دعم التعليم المجتمعي غير الرسمي، بمبلغ 3.3 مليون دولار مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية، ومشروع الخطة الانتقالية في القطاعات التعليمية المختلفة، بمبلغ 350 الف دولار، لا تزال اليونسكو تبحث وسائل تمويلها مع المنظمات والدول المانحة للمساعدة في تنفيذها.