[ الفنانة التركية الشابة بشرى آيدن بعد ارتدائها الحجاب ]
نشرت الممثلة التركية غمزة أوزجليك مؤخرا صورا لها على حسابها في إنستغرام وهي مرتدية الحجاب وطالبة من متابعيها الدعاء لها بالنجاح والتوفيق في التزامها الديني.
وقد حرصت أوزجليك مؤخرا على الابتعاد عن الأضواء، وانشغلت بالعمل الخيري والإنساني في جمعيتها الخيرية "الساعين للأمل"، التي تقدم من خلالها مساعدات للعديد من الدول من بينها دول أفريقية وفلسطين واليمن وميانمار.
نماذج مشابهة
أوزجليك ليست أول فنانة تركية تفاجئ جمهورها بقرار ارتداء الحجاب، فقد سبقتها ممثلات وفنانات كثيرات إلى ذلك، أبرزهن الممثلة التركية الشابة بشرى آيدن التي أعلنت في أغسطس/آب 2016 ارتداءها الحجاب.
كما سبقت أوزجليك أيضا النجمة السينمائية الكبيرة ليلى سيار التي حققت شهرة كبيرة على مدار 35 عاما بوصفها ممثلة أدت أقوى الأدوار الرومانسية في 170 فيلما، إلا أن تسرب اليأس والملل إلى حياتها دفعاها إلى قرار ارتداء الحجاب، حسب تصريح سابق لها.
أما المغنية الاستعراضية نيران أونسال فقد أعلنت قبل أكثر من ثلاثة أعوام ارتداءها الحجاب، وقالت إنها نادمة على بعض "كليبات الفيديو" التي قدمتها، وإنها تعيش الآن في راحة وسعادة وتربي أولادها على القيم الدينية بعيدا عن مغريات الشهرة.
وهناك ممثلات ونجمات تركيات أخريات كثر عرفن بشكل واسع في الدراما المحلية التركية، لكنهن اخترن مقاومة إغراءات الشهرة واتجهن نحو الالتزام الديني، ومنهن من تحدثن عن رغبتهن في التصوف، وكان الحجاب والابتعاد عن الأضواء نقطة التحول الأولى والبداية لهن.
على الجانب الآخر فضلت بعض نجمات الشاشة التركية الجمع بين حجابها والتزامها الديني وبين الاستمرار في التمثيل ولكن بطريقة أكثر احتشاما لا تتعارض مع تعاليم الدين الحنيف.
أبرز هؤلاء الممثلات هي الفنانة بشرى آيدن، فارتداء الحجاب لم يشكل حاجزا بينها وبين هوايتها في التمثيل، غير أنه وضع لها بعض الحدود والقواعد التي باتت تشكل المفصل في اتخاذها القرار بشأن الدور المعروض عليها.
وقد رفضت آيدن عرضا للتمثيل في مسلسل يتحدث عن فتاة محجبة لوجود مشهد يبدأ باحتضان ممثل آخر على أنه الأخ الكبير، وأوضحت آيدن في حوارات لها أنها تفضل الإيمان على العمل، وأن "الفن الإسلامي سيكون له مستقبل".
أسباب ودوافع
عند البحث عن الأسباب الرئيسية -الخاصة والعامة- التي جلعت الفنانات التركيات يقدمن على هذه الخطوة مؤخراً، تبيّن من خلال ما تفصح عنه بعض الفنانات أنهن فضلن تغيير نمط الحياة والروتين الذي وقعن فيه في ظل النجومية، وأيضاً ابتعادهن عن الطمأنينة النفسية وشعورهن بالإحباط وعدم السعادة لسبب عدم التزامهن الديني.
وهو ما بررت به الممثلة غمزة أوزجليك قرار ارتداء الحجاب عندما نشرت الصورة، وقالت إنها كانت تحرص أن تدعو الله أن يجعلها بالشكل الذي يجب أن تكون عليه وأن يرشدها لما يجب أن تفعله.
وتقول أوزجليك إنها اليوم تشكر الله الذي وجهها لطريق الخير والحفاظ على الصلوات الخمس، وأنها باتت تعرف أنها مسلمة يتوجب عليها ارتداء الحجاب والالتزام بما أمر الله.
وتعود مشكلة الحجاب في تركيا إلى البدايات الأولى لمرحلة تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك حيث لم يكن في الدستور الأول للجمهورية حظر للحجاب، ورغم ذلك لم تكُن المؤسسات الرسمية تسمح للموظفات بالعمل بحجابهن.
ومرت عملية حظر الحجاب بعد تلك المدة بمرحلتين فارقتين، الأولى بعد انقلاب 1980 العسكري الذي صدر بعده قانون "لوائح اللباس في المؤسسات العامة" الذي يمنع الحجاب في مؤسسات الدولة، أما المرحلة الثانية فكانت بعد انقلاب 28 فبراير/شباط 1997 حيث اعتبر الجيش خلال تلك الفترة الحجاب تهديدا لتركيا.
ومع بداية تمكن العدالة والتنمية من السلطة، انخفضت السياسات المضادة للحجاب، حيث تم إجراء تعديل الدستور عام 2010 واتخاذ التدابير بشأن الحقوق ورفع الحظر عن الحجاب.