اختتم مهرجان أفلام السعودية دورته الرابعة بمنح أهم جوائزه لفيلم يتناول موضوع التطرف الفكري في المملكة المحافظة التي تحظر فيها دور السينما.
وتنافس على مدى خمسة أيام بين مساء الإثنين ومساء السبت 58 فيلما لمخرجين سعوديين بينهم 12 امراة على جوائز ضمن أربع فئات هي الروائية، والوثائقية، والطلبة، والسيناريو.
وحاز فيلم "المغادرون" للمخرج عبدالعزيز الشلاحي على جائزة "النخلة الذهبية" عن أفضل فيلم روائي، أهم جوائز المهرجان الذي أقيم في خيمة في مدينة الظهران شرق السعودية. وفاز عن الفيلم أيضا السوري محمد القس بجائزة أفضل ممثل.
ويروي الفيلم قصة رجلين يلتقيان على متن طائرة، يتضح بعد حديث بينهما أن احدهما يحمل أفكارا دينية متطرفة ويفكر في تفجير نفسه، بينما ينوي الآخر الانتحار بسبب إصابته بمرض عضال.
وجرى تصوير غالبية أحداث الفيلم الذي تبلغ مدته 25 دقيقة على متن طائرة وفي أحد مطارات المملكة. وكان الشلاحي فاز بالجائزة الكبرى للدورة السابقة أيضا ضمن فئة أفضل فيلم روائي.
وقال مدير "مهرجان أفلام السعودية" أحمد الملا لوكالة فرانس برس إن "المهرجان يتطور مع تطور مستوى الأفلام"، مضيفا أن الدورة الرابعة تناولت "مواضيع متنوعة ركز عدد منها على مسألة تطرف الأفكار".
وفي حفل الافتتاح، عرض فيلم "وسطي" للمخرج علي الكلثمي الذي يروي قصة حقيقية لمتشددين حاولوا منع عرض مسرحية في جامعة اليمامة في الرياض قبل عشر سنوات.
والنسخة الرابعة من المهرجان هي الأولى منذ بدأت المملكة المحافظة حملة لتشجيع النشاطات الترفيهية والفنية رغم المعارضة التي تلقاها هذه الخطوة من قبل الأوساط الأكثر محافظة.
وهي النسخة الثالثة تواليا بعد نسختي 2016 و2015 اللتين أقيمتا إثر توقف دام سبع سنوات بعد النسخة الاولى. ونظمت الحدث "جمعية الثقافة والفنون في الدمام" بموافقة من السلطات المحلية.
وكانت السعودية أنشأت وكالة لدعم الشركات الخاصة التي تشجع النشاطات الترفيهية ضمن "رؤية 2030" الطموحة التي تهدف أساسا الى إدخال إصلاحات على القطاع الاقتصادي عبر إيجاد مصادر بديلة عن النفط لتنويعه.
وتدعو الخطة أيضا الى تطوير قطاعي الفنون والاعلام، وهو ما يشبه الانطلاق من نقطة الصفر على اعتبار أن المسارح ودور السينما ممنوعة في المملكة.
وقال الملا إن الأفلام السعودية "قابلة للعرض في كل مكان. نتمنى أن تكون هناك صالات سينما قريبا"، مضيفا "نتمناها بالأمس وليس اليوم أو غدا".