اندلعت، مساء الثلاثاء، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين من اليهود المتدينين (حريديم) قطعوا الطريق السريع 4 بالقرب من مدينة بني براك (وسط) احتجاجا على قرار تجنيدهم الإلزامي في الجيش.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن العشرات من الحريديم قطعوا الطريق السريع "4" قرب بني براك عند تقاطع كوكا كولا متجهين جنوبا، احتجاجا على قرار تجنيدهم، لتندلع بعدها مواجهات من الشرطة التي حاولت تفريقهم.
وبني براك هي مدينة على ساحل البحر المتوسط ضمن نطاق منطقة تل أبيب، وهي ذات غالبية من المتدينين اليهود.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، أن المظاهرة غير قانونية وأمرت باستخدام إجراءات الفض، وقامت بتوجيه حركة المرور إلى طرق بديلة، وفق المصدر ذاته.
وجلس المتظاهرون على الطريق وحاولوا عرقلة حركة المرور، وردا على ذلك بدأت الشرطة بمحاولة إجلائهم، ما تسبب في اندلاع مواجهات.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مقطع فيديو، يظهر قطع المحتجين للطريق وجلوس بعضهم أسفل عربات المياه العادمة التي تستخدمها الشرطة الإسرائيلية لتفريق المتظاهرين.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه يبدأ، الأحد المقبل، استدعاء آلاف من اليهود الحريديم للخدمة العسكرية رغم الاحتجاجات المتواصلة.
ومساء الاثنين، هاجم شبان حريديم سيارة كان يستقلها ضابطان بالجيش الإسرائيلي بمدينة بني براك ورشقوها بزجاجات وهم يصرخون "قتلة".
وقالت هيئة البث، الثلاثاء: "تعرّض اللواء ديفيد زيني رئيس قيادة التدريب في الجيش، والعميد شاي طيب، رئيس قسم الأفراد في القوات البرية مساء الإثنين، لهجوم في بني براك".
وأضافت أن الهجوم "وقع في نهاية اجتماع عقداه مع الحاخام دافيد ليبل، الذي يعمل في الأيام الأخيرة على إنشاء لواء للحريديم بالجيش الإسرائيلي".
ومنذ أشهر، يعاني الجيش عجزا في عدد أفراده؛ في ظل حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وعملياته المكثفة في الضفة الغربية المحتلة، وقصفه المتبادل مع "حزب الله" اللبناني منذ 8 أكتوبر.
وفي 25 يونيو/ حزيران الماضي، قررت المحكمة العليا إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ويشكل الحريديم نحو 13 بالمئة من عدد سكان إسرائيل البالغ قرابة 9.9 ملايين نسمة، ولا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمدارس والمعاهد الدينية للحفاظ على هوية الشعب.
ويُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عاما بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء "الحريديم" من الخدمة جدلا طوال العقود الماضية.
لكن تخلّفهم عن الخدمة العسكرية بالتزامن مع الحرب المتواصلة على غزة وخسائر الجيش الإسرائيلي، زاد من حدة الجدل، إذ تطالب أحزاب علمانية المتدينين بالمشاركة في "تحمّل أعباء الحرب".