دعت وزارة الخارجية القطرية، الأربعاء، إلى تجاهل "تقارير تحاول التشكيك" في الوساطة المتعلقة بالعدوان على قطاع غزة، وذلك بعد نشر شبكة "سي إن إن" الإخبارية تقريرا أشار إلى أن "المخابرات المصرية تلاعبت بمقترح وقف إطلاق النار الأخير".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن قطر "تدعو إلى عدم الالتفات إلى التقارير الإعلامية التي تحاول التشكيك وكيل الاتهامات لجهود الوساطة الجارية لوقف العدوان على غزة".
وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أنه يجب أن "ينصب التركيز في هذا الوقت الحساس على سبل إنهاء الحرب في القطاع".
وشدد على أن "جهود وساطة قطر المشتركة مع مصر والولايات المتحدة مستمرة"، موضحا أن "الدول الثلاث تعمل بتنسيق تام من أجل التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بما يقود إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".
ويوم أمس الأربعاء، نقلت شبكة "سي أن أن" الأمريكية عن مصادر مطلعة، أن المخابرات المصرية غيرت من طرفها شروط مقترح لوقف إطلاق نار وقعت عليه حكومة الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الجاري، وأدى ذلك إلى إفشال جهود التوصل إلى اتفاق.
وذكرت أن ما وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لم يكن ما اعتقدت قطر والولايات المتحدة أنه قدم للحركة للمراجعة النهائية، وأن التغييرات المصرية أدت إلى موجة غضب واتهامات متبادلة بين قطر وأمريكا و"إسرائيل" وأوصلت المحادثات إلى طريق مسدود، حسب التقرير.
"التشكيك قد يدفعنا للانسحاب"
ونقلت قناة "القاهرة" الإخبارية المقربة من السلطات المصرية، عن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، قوله إن "المحاولات المستمرة للتشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصرية بادعاءات مخالفة للواقعة لن تؤدي إلا لمزيد من تعقيد الوضع في غزة والمنطقة برمتها".
وشدد رشوان على أن "المحاولات المستمرة للتشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصرية قد تدفع مصر لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من دورها في الوساطة بالصراع الحالي".
كما نقلت القناة المصرية ذاتها، في وقت سابق، عن مصدر مصري رفيع المستوى نفيه ما جاء في تقرير الشبكة الأمريكية، معتبرا أن هناك "محاولات لبعض الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، حسب تعبيره.
وشدد المصدر على أن "بعض الأطراف (لم يسمها) تمارس لعبة توالي الاتهامات للوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة".