[ الملك الأردني ]
شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، على ضرورة التحرك الدولي بشكل عاجل من أجل الحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وذلك في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي للشهر الخامس على التوالي.
وحذر الملك الأردني خلال لقائه مع مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، في قصر الحسينية بالعاصمة عمان، من "خطورة وقف الدعم المقدم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وتداعياته السلبية على غزة والضفة الغربية والأردن".
وتطرق اللقاء إلى "الجهود المكثفة التي يبذلها الأردن لمضاعفة المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان إيصالها واستدامتها، للحد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع"، وفق بيان للديوان الملكي.
كما أنه بحث "الدور الإنساني للأونروا"، وذلك عقب الحملة الإسرائيلية ضد الوكالة الأممية، وما أسفر عنها من تعليق العديد من الدول دعمها، رغم الكارثة الإنسانية في غزة.
وعلقت 18 دولة تمويل الأونروا "مؤقتا"، إثر مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأن موظفين في الوكالة الأممية "ضالعون" في هجوم "حماس" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
والاتهامات الإسرائيلية للوكالة "ليست الأولى من نوعها"، فمنذ بداية الحرب على غزة، عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى اتهام موظفي الأونروا بالعمل لصالح "حماس"، فيما اعتُبر "تبريرا مسبقا" لضرب مدارس ومرافق للمؤسسة في القطاع تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مراقبين.
وخلال اللقاء، أعربت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، التي تجري جولة شرق أوسطية بالتزامن مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، عن "تقديرها للجهود الإنسانية التي يبذلها الأردن للتخفيف من الوضع في غزة".
وشددت على "أهمية تعزيز فرص التعاون بين الأردن والولايات المتحدة من خلال البناء على الشراكة الاستراتيجية المتينة التي تجمعهما"، وفق الديوان الملكي الأردني.
ومن المقرر أن تلتقي كبيرة مسؤولي المساعدات الإنسانية في الحكومة الأمريكية خلال زيارتها للمنطقة، مع مسؤولين في دولة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى مسؤولين من منظمات المساعدات الإنسانية الدولية.
يأتي ذلك في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، لا سيما في الشمال الذي سُجل فيه حالات وفاة بين أطفال ومسنين بسبب قلة الغذاء جراء الحصار.
ويشن الاحتلال حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضمن عدوانه الوحشي، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
ولليوم الـ144 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 29 ألف شهيد، وعدد الجرحى إلى أكثر من 70 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.