طالب مئات الإسرائيليين، السبت، بوقف الحرب و"الإبادة الجماعية" في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين بالقطاع.
جاء ذلك خلال تظاهرة لمئات الإسرائيليين من اليهود والعرب في ميدان باريس بمدينة حيفا (شمال)، حاولت الشرطة منعها، إلا أن قرارا قضائيا سمح بتنظيمها بشكل محدود، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا للحرب" و"الكل مقابل الكل" (إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين)" و"أوقفوا الإبادة الجماعية".
وكان حزب "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" (حدش ـ أقوى وأكبر الأحزاب العربية الممثلة في الكنيست) و"جمعية الحقوق المدنية" (مستقلة)، قد تقدما بالتماس إلى المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، ضد قرار الشرطة رفض تنظيم المظاهرة، وانتهى الأمر بالموافقة على تنظيمها مع عدم السماح لأكثر من 700 متظاهر بالمشاركة.
وقبل بدء الاحتجاج، قال بعض المتظاهرين والمنظمين الذين تحدثوا إلى "هآرتس"، إن "العدد الكبير من عناصر الشرطة المتواجدين في الموقع أثار قلقهم".
وقالت غايا دان عضو "حداش": "مخاوفنا الوحيدة ليست من المواطنين أو المتظاهرين المعارضين، بل من الشرطة، لا تعتقدوا للحظة أنهم هنا لحمايتنا".
من جانبه، قال رئيس حزب "حداش" عصام مخول لـ "هآرتس"، إن المظاهرة "وهي أول احتجاج كبير يقام في المدينة ضد الحرب منذ بدايتها تشير إلى نقطة تحول في النضال" لوقفها.
وأضاف مخول: "كانت هناك محاولة لإسكات أصوات جميع القوى المعارضة للحرب وإيجاد إجماع مصطنع (على الحرب في غزة) هذه ليست الحقيقة".
بدوره، ذكر الأمين العام للحزب أمجد شبيطة في كلمته خلال التظاهرة، أن "هذا نضال ليس هناك أصدق منه لوقف الحرب فورا".
ووفقا له، فإن المتظاهرين "جاؤوا لرفع صرخة جميع نشطاء السلام الحقيقيين، والعائلات الثكلى في غلاف غزة، والأمهات اللائي أرسل أبناؤهن للقتل في حرب غير ضرورية".
من ناحيتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "عشرات اليهود اليمينيين الغاضبين من تنظيم الاحتجاج ضد الحرب تظاهروا على مسافة ليست بعيدة (من المظاهرة الداعية لوقف الحرب)".
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شنت "حماس" هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قتلت خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/ كانون الماضي.
وتقدر إسرائيل وجود حوالي "136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت 24 ألفا و927 قتيلا، و62 ألفا و388 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.