أرجأ مجلس الأمن الدولي مجدّداً حتى مساء الجمعة التصويت على مشروع قرار يهدف لتحسين الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية الخميس.
وأتى هذا التأجيل الجديد بعد أن أعلنت الولايات المتّحدة أنّها مستعدّة لتأييد النسخة الأخيرة من مشروع القرار، التي تدعو إلى اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن من دون المطالبة بوقف فوري للأعمال العدائية بين "إسرائيل" وحركة حماس.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "ما زلنا نعمل بنشاط مع شركائنا في الأمم المتحدة بشأن القرار واللغة المعتمدة".
وأفاد تقرير لبرنامج أممي يرصد مستويات الجوع في العالم، الخميس، بأن كل شخص يعيش في قطاع غزة، الذي يشهد عدوانا إسرائيليا واسعا، سيواجه مستوى عاليا من انعدام الأمن الغذائي الحاد في الأسابيع الستة المقبلة.
وتوقع تقرير برنامج "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (آي بي سي)، الذي يصنف مستويات الجوع من واحد إلى خمسة، أنه بحلول 7 شباط/ فبراير وفي "السيناريو الأكثر ترجيحا"، سيكون "سكان قطاع غزة جميعهم (نحو 2,2 مليون شخص)" عند مستوى جوع يلامس "الأزمة أو ما هو أسوأ".
وكشف التقرير أن "هذه هي أعلى نسبة على الإطلاق من أشخاص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي قامت (آي بي سي) بتصنيفها مقارنة بأي منطقة أو بلد". وتصاعد القلق الدولي حول سكان غزة الذين يعانون قصفا إسرائيليا يوميا ونقصا في الغذاء والمياه وحالات نزوح جماعي.
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مجموعة من المبادئ التوجيهية المقبولة دوليا لتحليل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية من خمسة مستويات، وطوّر من خلال مشاورات مع خبراء الأمن الغذائي والتغذية من 15 منظمة.
وحذر التقرير من أن نحو 50 بالمئة من سكان غزة يُتوقع أن يدخلوا بحلول 7 شباط/ فبراير مستوى "الطوارئ"، الذي يشمل ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد وزيادة الوفيات.
وأشار التقرير إلى أن "واحدة على الأقل من كل أربع أسر"، أي أكثر من نصف مليون شخص، ستواجه ظروفا كارثية في "المستوى الخامس". وأضاف: "رغم أن مستويات سوء التغذية الحاد والوفيات غير المرتبطة بالصدمات ربما لم تتجاوز بعد عتبة المجاعة، فإن هذه عادة ما تكون نتائج فجوات طويلة وشديدة في استهلاك الغذاء". من جهتها، اعتبرت منظمة "كير" أن هذه الأرقام "مروعة".