كشف الناطق باسم "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة حماس، اليوم الخميس، أن الحركة المقاومة التي يُمثلها قد مارست "خداعاً استراتيجياً بدأ منذ 2022" على العدو الإسرائيلي، في إطار الإعداد لعملية "طوفان الأقصى".
وأشار أبو عبيدة في كلمة مصورة، إلى أنه "كان من مظاهر الخداع أننا استوعبا الكثير من الأحداث التكتيكية بما فيها التغاضي عن بعض اعتداءات الاحتلال".
وأوضح أن الهجوم قد جرى على جميع مواقع فرقة غزة في جيش الاحتلال خلال عملية "طوفان الأقصى" صباح السبت الماضي والاعتماد على "أساليب الإعماء لإخفاء تقدم مقاتلي كتائب القسام".
وأضاف أنه قد تم استدعاء ثلاثة آلاف مقاتل للمعركة وهناك 1500 للدعم والمساندة.
وقال أبو عبيدة إن عملية "طوفان الأقصى" حققت أكثر مما كنّا نعتقد، مضيفا "معركتنا الحالية ابتدأت من حيث انتهت عملية سيف القدس التي وحدت الساحات الفلسطينية".
وكشف أنه قبل بدء عملية "طوفان الأقصى" جرى تحليل منطقة العمليات مثل الأرض والطقس ومواقع قوات الاحتلال، مع الحرص على إخفاء النوايا والتدريبات والتحركات قبيل تنفيذها، مشيراً إلى أنها اشتملت على إطلاق 3500 صاروخ وقذيفة مدفعية استهدفت فرقة غزة بجيش الاحتلال.
وقبل كلمة أبو عبيدة، كان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، قد كشف عن بعض التفاصيل بخصوص عملية "طوفان الأقصى"، مشيراً إلى أنها كانت ضربة استباقية بعد علمهم بأن الاحتلال الإسرائيلي كان يحضّر لضرب غزة بعد الأعياد اليهودية.
وأضاف في تصريحات صحافية أنه قبل استهداف فرقة غزة بجيش الاحتلال بـ"طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول "جهّزت المقاومة خطتها الدفاعية على غزة وهي أقوى من عملية السبت".
وأشار إلى 1200 من عناصر "كتائب القسام" هم كل من دخلوا المستوطنات وسيطروا على فرقة غزة للجيش الإسرائيلي في وقت وجيز، مضيفاً أن هجوم القسام كان عملية مرتبة ومنضبطة والتعليمات كانت بالهجوم على فرقة غزة.
وبخصوص الاتهامات التي يوجها الغرب للحركة باستهداف المدنيين، قال العاروري "نحن لا نستهدف المدنيين، واقتحام غلاف غزة كان عملية مرتبة والتعليمات فيها من قيادة القسام كانت تقضي بالهجوم على فرقة غزة بجيش الاحتلال وهي المسؤولة عن كل الجرائم ضد شعبنا، وتفاجأنا بأن الجيش المنتفخ انهار في أقل من 3 ساعات بأسرع مما توقعنا".
وأوضح العاروري أنه "حين انهارت فرقة غزة في جيش الاحتلال دخل العديد من الشباب من القطاع إلى منطقة غلاف غزة فوقعت فوضى غير مخطط لها حيث اشتبك بعض أفراد أمن المستوطنات مع المقاومين فسقط قتلى".
وتابع: "أفراد عاديون من القطاع دخلوا المستوطنات وأسر بعضهم مدنيين"، مشدداً "هذه ليست خطتنا ولا مبادئنا".
وأردف: "ديننا يحرم علينا التعرّض للمدنيين وقيادة القسام كانت واضحة في عدم استهداف النساء والأطفال"، مشدداً على أن تعليمات القيادة للمقاتلين كانت واضحة بعدم قتل الأطفال والنساء.
كذلك قال في كلمته "يتهمنا الغرب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية لكنه يتجاهل أن الحرب ضدنا قامت على أساس استهداف المدنيين"، مشيراً إلى أن الأميركيين "يتحدثون عن الأخلاق وهم من أبادوا شعبا كاملا (سكان أميركا الأصليين) وأقاموا دولة على أرضه وضربوا شعوبا بالقنابل النووية".
وشدد على أن "الموقف الأميركي والغربي هو امتداد لجريمتهم الأولى في دعم الاحتلال ومصادرة أرضنا وحقنا، والفاشية والنازية وكل الأيدلوجيات الهمجية التي ارتكبت الإبادات الجماعية خرجت من الغرب وليست من منطقتنا، منطقتنا خرجت منها الأديان".
وفي ما يتعلق بشأن احتمال قيام الاحتلال الإسرائيلي بشن عملية برية تستهدف حركة حماس، قال العاروري إن الاحتلال "يعرف أن اقتحامه لغزة سيحول المعركة إلى كارثة على جيشه"، كاشفاً في الآن نفسه "خطتنا الدفاعية أقوى كثيرا من الخطة الهجومية وهذا ما يدركه الاحتلال".
وأشار كذلك إلى أنه قبل بدء عملية "طوفان الأقصى" كانت "الخطة الدفاعية جاهزة"، مضيفاً "مقابل كل عمل يقوم به العدو هناك خطة لدينا".
واتهم العاروري الاحتلال الإسرائيلي باستهداف كل شيء في غزة، قبل أن يشير إلى أنه فشل في المس ببنيتنا العسكرية. وأضاف في هذا الصدد: "الاحتلال لم يستهدف البنية العسكرية للمقاومة، بل استهدف المناطق المدنية والأحياء السكنية".