[ قوات من الجيش السوداني جنوبي البلاد (الفرنسية-أرشيف) ]
حذر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان من مخاطر تفتت وحدة السودان بسبب الحرب، في حين أفادت مصادر عسكرية بأن قوات الدعم السريع تستخدم طائرات مسيرة لضرب مقر قيادة الجيش في ولاية جنوب دارفور.
وقال البرهان -في كلمة بثها التلفزيون السوداني- إن الجيش يواجه حربا يمكن أن تفتت السودان وتصيب وحدته، مشيرا إلى أن من سمّاها "القوات المارقة الإرهابية" استهدفت الشعب السوداني واستباحت أمنه وكل تفاصيل حياته.
وأضاف البرهان أن هناك جرائم حرب ارتكبت في الخرطوم ودارفور، ويجب محاسبة مرتكبيها، داعيا قوات الدعم السريع إلى تسليم السلاح للجهات الشرعية، ومنوها بضباط الشرطة الذين تطوعوا ضمن مقاتلي مجموعة العمل الخاص، وقال إنهم يساهمون في دحر العدوان.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن قوات الدعم السريع أنشأت قواعد في المناطق السكنية في السودان، محذرا من أن وحدة الدولة السودانية واستقرار المنطقة على المحك، وأوضح أنه حان الوقت لإلقاء السلاح.
وأبدى، في تقريره الدوري بشأن الأوضاع في السودان، استعدادا لمناقشة تدابير لتعزيز التنسيق ودعم السلام والاستقرار في السودان، كما طالب الأطراف السودانية بالعودة إلى محادثات جدة بحسن نية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
وحث غوتيريش الجهات الدولية والإقليمية على تنسيق جهودها لإجبار الأطراف السودانية على وقف الأعمال العدائية، محذرا من أن التعبئة العرقية المتزايدة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية في السودان، سيكون تأثيرها مدمرا على الشعب والمنطقة.
معارك مستمرة
ميدانيا، أفاد مصدر في الجيش للجزيرة بأن قوات الدعم السريع تستخدم الطائرات المسيرة في الهجوم على مقر قيادة الجيش ومستشفى الشرطة بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور.
وقال المصدر العسكري إن المعارك ما زالت مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيالا، وأشار إلى أن الجيش رد باستخدام القذائف المدفعية في استهداف مواقع الدعم السريع.
وقال مصدر حكومي للجزيرة إن الأوضاع الإنسانية متدهورة في مدينة نيالا، كما أن معظم المستشفيات والمراكز الصحية مغلقة، مع ارتفاع أعداد المصابين.
كما أفاد مراسل الجزيرة في الخرطوم بأن قوات الدعم السريع أطلقت اليوم قذائف هاون على محيط قيادة الجيش بالعاصمة.
وبدأت المعارك يوم 15 أبريل/نيسان الماضي بين الجيش السوداني بقيادة البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص ونزوح 4.6 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.