أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان، وذلك بعد اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك خلال اليومين الماضيين، وقالت تل أبيب إنها تدرس احتمال تورط إيران في إطلاق الصواريخ.
وتحدث جيش الاحتلال في بيان أولي عن إطلاق صاروخ واحد تم اعتراضه بنجاح، لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت لاحقا تسجيل 30 عملية إطلاق على الأقل من الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن القبة الحديدية اعترضت 15 من الصواريخ التي أطلقت باتجاه منطقة الجليل.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن رصد إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، جرى اعتراض 25 منها، وسقطت 5 قذائف داخل الأراضي الإسرائيلية، وذكر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ الأربع المتبقية جاري العمل على تحديد مواقع سقوطها.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أحد الصواريخ سقط في شارع رئيسي وسط بلدة شلومي بمنطقة الجليل، وتسبب بأضرار، وأضافت الإذاعة أن رجال الإطفاء يعملون على إخماد حرائق اندلعت إثر سقوط الصواريخ.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف الصاروخي، غير أن وكالة رويترز نقلت عن 3 مصادر أمنية أن فصائل فلسطينية هي المسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل، وليس حزب الله اللبناني.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان هي من طرازي "كاتيوشا" و"غراد"، وذكرت فرق الإسعاف الإسرائيلية أن 3 إسرائيليين أصيبوا جراء القصف الصاروخي، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه يجري إخلاء الشواطئ في مدينة نهاريا.
وقال مراسل الجزيرة إن صفارات الإنذار تدوي بشكل متواصل في منطقة الجليل الغربي.
لا ردّ إسرائيليا
ونقل مراسل الجزيرة في بيروت عن مصدر أمني لبناني أنه تم إطلاق نحو 30 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وأضاف أنه لم يسجل أي قصف إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وأوضح مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام اللبنانية من قصف إسرائيلي على مناطق لبنانية غير صحيح، وفق ما ذكرته مصادر أمنية لبنانية.
وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن ما سقط في الأراضي اللبنانية عقب القصف الصاروخي يرجع لسببين، أولهما أن بعض الصواريخ لم تتجاوز حدود لبنان بل سقط داخل أراضيه، وثانيهما اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لبعض الصواريخ فسقطت بعض شظاياها داخل لبنان.
من جانب آخر، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو سيرأس اجتماعا أمنيا عالي المستوى لمتابعة التطورات بعد القصف من لبنان، وقال مراسل الجزيرة إن نتنياهو دعا لانعقاد المجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن إسرائيل "تواجه صواريخ من الجنوب والشمال، وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن بلدنا"، وقال مصدر عسكري إسرائيلي إنه لم يجر الرد على مصدر إطلاق النار بعد، وصرح مسؤول إسرائيلي أن الجيش لا يزال يقيم الوضع بعد الضربات الصاروخية من لبنان، وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا توجد أي توجيهات استثنائية للجبهة الداخلية حتى هذه اللحظة.
وقالت قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان "يونيفيل" إن الوضع الحالي في جنوب لبنان خطير، وحدثت الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب التصعيد، وأشار اليونيفيل في بيان لها إلى أن قائد قواتها على اتصال مع الجانبين على طرفي الحدود.
النزول للملاجئ
في هذه الأثناء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي طلب من سكان المناطق الحدودية مع لبنان الدخول إلى الملاجئ، كما قرر رئيس بلدية نهاريا شمالي إسرائيل فتح الملاجئ العامة.
ودعت السلطات الإسرائيلية المتنزهين إلى تجنّب منطقة الشمال في ظل استمرار سقوط الصواريخ.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن سلطة المطارات والمعابر الإسرائيلية أعلنت إغلاق المجال الجوي في وجه الطيران المدني من حيفا حتى الحدود مع لبنان.
الاعتداءات على الأقصى
ويأتي القصف الصاروخي على الشمال الإسرائيلي في وقت يتصاعد فيه التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية مساء الأربعاء المصلى القبلي في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتدت على المصلين والمرابطين داخله.
ودعت جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ أمس الأربعاء ويستمر أسبوعا، وتسود حالة من التوتر الشديد أنحاء البلدة القديمة في القدس ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.
وأكدت الدول العربية والإسلامية -ومن بينها تركيا- رفضها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية، ودعت إلى وقفها على الفور، فيما حثت الولايات المتحدة جميع الأطراف على ضبط النفس، وأعربت الأمم المتحدة عن صدمتها حيال أحداث المسجد الأقصى.
والخميس، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لبحث التطورات الأخيرة المقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديدا اقتحام المسجد الأقصى، بدعوة من الإمارات والصين.