وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية، الأحد، رفقة زوجته أسماء مع إبداء دول عربية أخرى استعدادها لتخفيف عزلة دمشق، وإعادتها إلى جامعة الدول العربية.
وتميزت الزيارة بحفاوة أكثر من زيارته السابقة للإمارات العام الماضي التي كانت الأولى له إلى دولة عربية، منذ بدء الحرب السورية في عام 2011.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان استقبل الأسد لدى وصوله إلى أبو ظبي، وترافق دخول موكب الأخير الى القصر الملكي إطلاق 21 طلقة مدفعية تحية له.
كما رافقت طائرة الأسد مقاتلات إماراتية لدى دخولها الأجواء الإماراتية.
وغرّد بن زايد على تويتر "أرحب بالرئيس بشار الأسد في الإمارات، أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز التعاون والتنسيق في القضايا التي تخدم الاستقرار والتنمية في سوريا والمنطقة".
وقالت الرئاسة السورية إن أسماء الأسد، وهي في أول زيارة خارجية رسمية علنية لها مع الأسد منذ 2011، ستلتقي بفاطمة بنت مبارك، والدة الرئيس الإماراتي والتي تلقب في بلدها بـ " أم الإمارات".
وتقود الإمارات العربية المتحدة، حليفة الولايات المتحدة، المساعي الشرق أوسطية نحو إحياء العلاقات مع الأسد، وقامت بتطبيع العلاقات مع حكومته في عام 2018، كما ساهمت في جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 فبراير/ شباط الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وزار وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان سوريا عدة مرات في السنة الأخيرة.
وأجرى الأسد محادثات في عمان الشهر الماضي في أول رحلة خارجية له منذ وقوع الزلزال، وزار روسيا في وقت سابق هذا الشهر والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين.
وكانت المملكة العربية السعودية وقطر، وبدرجة أقل الإمارات، تدعم المعارضة السورية. لكن أبوظبي أعادت بناء العلاقات مع دمشق في السنوات الأخيرة على الرغم من اعتراضات واشنطن، في الوقت الذي تسعى فيه لمواجهة نفوذ إيران التي ساعدت مع روسيا بشار الأسد في قلب موازين القوى لصالح الأخير.
كما أبدت مصر نية لاستعادة العلاقات مع سوريا، مع زيارة وزير خارجيتها سامح شكري إلى دمشق الشهر الماضي، في أول زيارة لدبلوماسي مصري رفيع المستوى إلى دمشق منذ بدء الحرب.
وفتحت السعودية، التي توصلت مؤخرا إلى اتفاق مع إيران لاستعادة العلاقات الثنائية، الباب أمام حوار محتمل مع دمشق خاصة بشأن القضايا الإنسانية، قائلة إن هناك إجماعا عربيا متناميا يفيد بأن عزل سوريا أصبح غير مجدٍ.
أما قطر فأعربت عن معارضتها لأي تحركات نحو إصلاح أو تطبيع العلاقات مع الأسد.
يذكر أن مئات الآلاف من الأشخاص لقوا حتفهم في الصراع السوري، الذي تحول من انتفاضة ضد الأسد، إلى صراع دولي على سوريا.