تستعد قطر لافتتاح "بيت الأمم المتحدة" بالعاصمة الدوحة، الذي يضم عددًا من مكاتب الوكالات الأممية والمنظمات التابعة لها.
هذا الافتتاح يأتي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموًا"، الذي يعقد في الفترة بين 5 و9 مارس/آذار الجاري، بمشاركة نحو 6 آلاف شخصية، بينهم رؤساء دول وحكومات ومسؤولين رفيعي المستوى.
ويعد هذا الحدث الكبير تتويجًا لنصف قرن من الشراكة والعلاقات الديناميكية بين دولة قطر والأمم المتحدة، تخللها الكثير من المحطات والعمل المشترك لبناء السلام والتنمية ومواجهة التحديات العالمية.
** 10 مكاتب
ويضم المقر الأممي في قلب الدوحة 10 مكاتب لمنظمات مهمة، تشمل: صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، والمركز الإقليمي للتدريب وبناء القدرات في مجال مكافحة الجريمة السيبرانية.
إضافة إلى مركز التحليل والتواصل التابع لمكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
كما يضم المركز الدولي بالدوحة المعني بتطبيق الرؤى السلوكية على التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب، والمكتب المعني بالمشاركة البرلمانية في منع ومكافحة الإرهاب، ومركز الأمم المتحدة الإقليمي لمكافحة الجريمة السيبرانية.
** اتفاقية إنشاء "بيت الأمم المتحدة"
ويوم الجمعة الماضي، وقّعت الدوحة ممثلةً بوزارة الخارجية، والأمم المتحدة ممثلةً بالأمانة العامة وأجهزتها الفرعية، اتفاقية ترتيب إداري لإنشاء بيت الأمم المتحدة في قطر، الذي من شأنه أن ينظم المسائل الإدارية لبيت الأمم المتحدة، ليتسن للمكاتب الأممية بدء أعمالها في المقر.
ويساهم المقر في تعزيز شراكة قطر مع منظمة الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة والمنظمات الأخرى على الصعيد الدولي المتعدد الأطراف، كما يركز على تعاون دولة قطر مع المنظمة، ويسهل استقطاب المزيد من المكاتب في المستقبل.
ومنذ انضمامها للأمم المتحدة، مثلت قطر أحد أكبر الداعمين للمنظمة لدولية، وتواصل حتى الآن تقديم مساهمات مالية للعديد من الهيئات والكيانات التابعة لها.
وكان العام 2018 واحدًا من أهم المحطات في مسيرة التعاون والشراكة بين الجانبين حيث شهد توقيع عدة اتفاقيات على هامش فعاليات منتدى الدوحة، وكان من أبرز ثمراته "بيت الأمم المتحدة ".
وتضمّنت الاتفاقيات تقديم قطر دعمًا لتمويل منظمات الأمم المتحدة بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي.
ويحمل اختيار الأمم المتحدة للدوحة لفتح مكاتب لأجهزتها ومنظماتها، رسالة بالغة الأهمية والدلالة بأنها شريك فاعل وموثوق به للأمم المتحدة في مواجهة التحديات وآثارها في المنطقة.
** مساعدات خارجية لمنظمات أممية
زبلغ إجمالي المساعدات المالية التي قدمتها قطر لمنظمات تابعة للأمم المتحدة نحو 900 مليون دولار أمريكي، وذلك منذ العام 2013 وحتى منتصف العام 2022.
ورد ذلك في مقابلة سابقة مع خليفة بن جاسم الكواري، مدير عام صندوق قطر للتنمية، أكد فيها على أن بلاده أضحت من أكبر الدول المانحة والداعمة للأمم المتحدة، محققة حضورًا كبيرًا وفاعلية غير تقليدية وتأثيرًا كبيرًا على مستوى القرار إقليميًا ودوليًا.
** مؤتمر الأمم المتحدة الخامس
ووفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "قنا"، تؤكد قطر على أن "الشراكة العالمية أمرٌ مُلح في الوقت الراهن، خاصة أن العديد من دول العالم، لا سيما البلدان الأقل نموا، تخوض سباقًا مع الزمن لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بحلول عام 2030".
وترى السلطات القطرية، بحسب المصدر نفسه، أن هذا الأمر "يحتّم خلق شراكة عالمية جديدة تضمن عدم ترك أحد خلف الركب، كما تعبّر الأمم المتحدة على الدوام".
وفق الوكالة، يمثل مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموًا "فرصةً لا تُتاح إلا مرة واحدة كل عشر سنوات لتسريع التنمية المستدامة في المناطق الأكثر حاجة إلى المساعدة الدولية، والاستفادة من الإمكانات الكاملة لأقل البلدان نموًا على نحو يساعدها على التقدم نحو الازدهار".
وما يجعل "الدوحة محطة مهمة للانطلاق وتسريع وتيرة العمل نحو تحقيق أهداف 2030"، بحسب ما أوردت الوكالة.