أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق مصطفى الكاظمي، السبت، أنه "مستعد لفعل أي شيء من أجل العراق"، وسط اقتحام جديد للمتظاهرين لمقر البرلمان في المنطقة الخضراء في بغداد وإعلانهم اعتصاما مفتوحا.
واقتحم متظاهرون مؤيدون لرجل الدين النافذ مقتدى الصدر، المنطقة الخضراء ومقر البرلمان للمرة الثانية خلال أيام، احتجاجا على ترشيح (الإطار التنسيقي) خصوم الصدر السياسيين، محمد السوداني لرئاسة الوزراء.
ومع هذه التطورات، يبدو أن الأزمة السياسية في العراق تزداد تعقيدا. فبعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر 2021، تشهد البلاد شللا سياسيا تاما في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
ووسط هذا المأزق السياسي، يشنّ الصدر حملة ضغط على خصومه السياسيين في الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، ويؤكد رفضه مرشحهم لرئاسة الحكومة.
وحاولت قوات الأمن العراقية التصدي للمتظاهرين في المنطقة الخضراء بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وأصيب في المواجهات 125 شخصا بينهم 25 عسكريا وفقا لوزارة الصحة.
واعتبر الكاظمي في كلمة تلفزيونية أن الأزمة في العراق "سياسية وحلها سياسي والحل ممكن عبر الحوار وتقديم التنازلات من أجل العراق."
ودعا الكتل السياسية إلى التحاور والتفاهم والابتعاد عن لغة التخوين والأقصاء، وحث على ضبط النفس وتحمل الصعاب والمشقات.
وشدد رئيس حكومة تصريف الأعمال على "التعاون لإيقاف من يسرع إلى الفتنة."
وبعد الاعتصام المفتوح الذي أعلنه أنصار الصدر، رد "الإطار التنسيقي" بدعوة أنصاره إلى "التظاهر السلمي دفاعا عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها".
وردا على بيان "الإطار التنسيقي"، حذر، صالح محمد العراقي، وزير زعيم التيار الصدري من "زعزعة السلم الأهلي".
وقال في تغريدة إن "تفجير المسيرات هو من يكسر هيبة الدولة وليس حماية المؤسسات من الفساد"، مضيفا: "ما التسريبات عنكم ببعيد" في إشارة إلى التسجيلات الصوتية المسربة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
بالتزامن مع ذلك، وجه رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، قوة حماية البرلمان بعدم التعرض للمعتصمين وعدم المساس بهم. وقرر تعليق عقد جلسات البرلمان حتى إشعار آخر.
من جهته، اعتبر زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم المنضوي في الإطار التنسيقي أن الوضع يتطلب "تغليب لغة العقل والحوار والتنازل للعراق وشعبه."
وحث الحكيم كل الأطراف على "ضبط النفس والتحلي بالحكمة لإنقاذ العراق من الضياع".
رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي عبر في تغريدة عن "خطورة المرحلة التي تجاوزت كل الاحتمالات السيئة و لا تحتمل مزيدا من التصعيد وتستوجب التحلي بالحكمة و الاتزان ودرء الفتنة."
علاوي دعا القيادات السياسية والوطنية والسلطات الثلاثة إلى "التهدئة وضبط النفس أولا ثم الجلوس إلى طاولة حوار وطني عاجل يضع في أولوياته أمن العراق ووحدته واستقراراره وسلامة أبنائه."
من جانبها، كتبت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "إن التصعيد المستمر مقلق للغاية، لذا أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف. وعليه، نشجع كافة الأطراف على خفض التصعيد من أجل مصلحة العراقيين كافة".
بدوره، قال هادي العامري الذي يقود أحد فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران مناشدًا التيار الصدري والإطار التنسيقي "أدعوكم جميعا إلى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني، وترجيح أسلوب الحوار والتفاهم البناء من أجل تجاوز الخلافات".