زعم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنه لم يقرأ أي مقال للكاتب الراحل جمال خاشقجي، وأنه لم يأمر باغتياله.
وقال خاشقجي خلال مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، أنه لو شكل قائمة لاغتيال كتاب وصحفيين يشكلون خطرا عليه، فإن خاشقجي لن يكون ضمن أول ألف اسم منها.
وتابع أن ما حدث هو خطأ من قبل المدانين باغتيال خاشقجي، إلا أنه لم يقف خلفهم، مشبها ما جرى بالأخطاء الأمريكية في أفغانستان، والعراق.
وأوضح ابن سلمان أنه يشعر بالظلم تجاه الجريمة التي جرت في العام 2018، مضيفا: "أتفهم الغضب، خاصة بين الصحفيين، وأتقبل مشاعرهم، ولكن نحن أيضًا لدينا مشاعر وألم هنا، فنحن نشعر أننا لم نعامل بالطريقة الصحيحة، أشعر أنا شخصيًّا أن قوانين حقوق الإنسان لم تطبق علي".
وتابع: "تنص المادة 11 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن كل شخص بريء حتى تثبت إدانته، وأنا لم أنل هذا الحق، لذلك كيف تتحدث معي عن حقوق الإنسان دون أن تتعامل معي وفقًا للمادة 11 من إعلان حقوق الإنسان".
وتابع متحدثا لمحاوره الأمريكي غريم وود "قُتل سبعون صحفيًّا تقريبًا حول العالم تلك السنة، هل يمكنك أن تسميهم لي؟ لا؟ إذن شكرًا جزيلًا، وهل فعلًا هذا إحساس بزميل صحفي؟ أم أنه مصمم ضدنا، وضدي أنا؟ إذا كان فعلًا إحساس بزميل صحفي، إذن أعطني أسماء الصحفيين السبعين الذين قُتلوا تلك السنة".
وعمّا إذا كانت حادثة خاشقجي ستتكرر مع آخرين من قبل فرق اغتيال تابعة للحكومة، قال ابن سلمان: "أنا أبذل قصارى جهدي للتأكد من أن لدينا الحوكمة والإجراءات الصحيحة للتأكد من أن مثل هذه الأشياء لن تحدث مرة أخرى، وألتزم بذلك".
وأوضح ابن سلمان أنه غير مكترث برضى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عليه، قائلا إن "هذا الأمر يعود إليه، ومتروك له للتفكير في مصالح أمريكا".
وتابع أن "ممارسة الضغوط لم تجدِ نفعًا على مدى التاريخ، ولن تجدي نفعًا، فإذا كانت لديك الفكرة الصائبة، والطريقة الصحيحة في التفكير، فاستمر فيما تفعله، فالأشخاص سيتبعونك إذا كان ذلك هو الأمر الصائب، وإذا كان الأمر خاطئًا، فالأشخاص سيتبنون طريقتهم الخاصة في التفكير، وعليك تقبل الأمر".
الريتز
قال ابن سلمان إن فكرة الزج بعدد من أبناء عمومته، وكبار الوزراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارليتون الرياض كرهائن، ليست فكرته.
وتابع أن محاربة الفاسدين من العائلة والحكومة قررها والده في العام 2015، مضيفا: "ما حدث في الريتز لم يكن اعتقال أشخاص، بل كان من أجل منحهم خيارين، الأول: أننا سنعاملهم وفقًا للقانون تمامًا، ومن ثم ستقوم النيابة العامة بإعداد لائحة الاتهام، والخيار الثاني لهؤلاء الأشخاص: كان سؤالهم ما إذا كانوا يرغبون بأن يسلكوا طريق المفاوضات".
وتابع: "اختار 95 بالمئة منهم طريق المفاوضات، لذا لم يكونوا مجرمين، ولم يكن بإمكاننا وضعهم في السجن، لقد وافقوا على البقاء في الريتز كارلتون لإجراء المفاوضات ولإنهائها، وأعتقد أن 90 من المفاوضات قد انتهت، أما البقية، وهم من رفضوا التفاوض، فقد أحيلوا إلى النيابة العامة وفقًا للقانون السعودي".
وقال إن "هناك نسبة جيدة اتضح أنهم بريئون، سواء عبر المفاوضات أو في المحاكم".
وعن جدوى ما حصل خلال الأعوام الماضية من محاربة الفساد، قال ابن سلمان "كانت رسالةً قوية، لقد اعتقد البعض أن السعودية كانت تحاول اصطياد الحيتان الكبيرة والمحترفة، لكنهم بحلول عام 2019م إلى 2020م، أدركوا أنه حتى لو سرق أحدهم 100 دولار فسيدفع الثمن".