أصدر علماء دين ودعاة إسلاميون بيانا يحذرون فيه مما قالوا إنها "مخاطر المنكرات والإفساد في بلاد الحرمين الشريفين".
وعلق البيان على ما تشهده السعودية من مظاهر غير مسبوقة، شملت استضافة عروض غناء ورقص لم يسبق أن شهدت البلاد مثيلا لها، وهي التي لطالما عرفت بالتزمت الديني.
واستنكر البيان ما وصفها بـ"الاستعارة العمياء من الأمم الأخرى، والتبعية العشواء للغرب خاصة، والتقليد الأعمى لعادات خاصة بهم سائدة لديهم"، معتبرا أن في ذلك "مخالفة لديننا ومناقضة لقيمنا وللأعراف المعتبرة في مجتمعات المسلمين، مما لا يعود عليها إلا بكل شر وخَطَل، ولن تجني منه إلا كل سوء وندم".
وتابع البيان؛ "إن مما يدمي قلب كل مؤمن ويجرح شعور كل مسلم، ما تنشره وسائل الإعلام من صور عابثة ومشاهد خادشة وبرامج فاسدة في بلاد الحرمين، في مهبط الوحي ومدينة النبوة، ومهد الرسالة، وفي عقر دار دعوة طالما تفاخرت الدولة السعودية بها".
وأضاف؛ "إن الفساد الممنهج من الدولة السعودية يجمع بين المخالفات الشرعية والمفاسد الأخلاقية، وهدم القيم وإفساد الشباب والشابات وتخريب المجتمع".
وحمل الموقعون على البيان قادة المملكة المسؤولية عن ذلك، بالإضافة إلى القائمين على تلك المظاهر والمشاركين والمروجين لها ومن "رآها ورضي بها، أو سكت عنها مع قدرة على إنكار المنكر والأمر بالمعروف".
واعتبر البيان أن "العلماء ومجامعهم العلمائية ليربؤون بأرض الحرمين بما لها من خصوصية تمس كل مسلم في الأرض؛ أن تطالها يد العبث أو تدنسها لوثات الانحلال والضلال، ونبرأ إلى الله تعالى منها ظاهرا وباطنا".
كما دعا الحكومة السعودية "إلى إيقاف هذا التخريب المبرمج الذي لن يعود على دولتهم ومجتمعهم كله إلا بأوخم العواقب وأبشع المآلات؛ فإن من أسباب الهلاك والزوال والخذلان هو ما تحدثه الدول أو تتيحه من فسوق وفجور مصحوب بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحبس وكتم من يحاول الإصلاح ومقاومة الفساد".
وتابع؛ "إن التقدم والنهضة لا تتحقق بالعبث واللهو واللعب، بل بالعلوم النافعة والسياسة الشرعية الراشدة والعدل والحق.. خاصة في البلاد التي مَنّ الله عليها بوجود المقدسات فيها، وبشعب مسلم مئة في المئة".
وأضاف؛ "إن توسل البقاء في الحكم عبر الانحلال والفجور، أو عبر استرضاء من لا خلاق له؛ هو دليل على فساد في التصور، وعمى في الرؤية، وهو مؤذن بانهيار قادم وتقسيم للبلاد وفك لوحدتها، وقد بدأ ذلك بإعلان استقلال مرتع الترفيه المشبوه المسمى (نيوم) بقوانين خارجة عما تعلنه المملكة من اتباع للشريعة وتحكيم لها".
وختم بالقول؛ "إننا ندعو إلى وقفة جادة ومستمرة من كل مسلم داخل بلاد الحرمين أو خارجها؛ بالتصدي لهذه الهجمة التخريبية، بكل الوسائل المشروعة؛ قياما بحق الله تعالى في أهم قلاع الإسلام، وأشرف أراضيه، التي متى استبيحت بالتغريب والتصهين والإفساد المحمي، فإنها ستكون فريسة سهلة لمتربص كتابي، أو متحفز طائفي".