يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء جلسة طارئة حول العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أدى حتى الحين إلى استشهاد 212 فلسطينيا وأكثر من 1400 جريح، فيما يترقب صدور بيان أوروبي حول الموضوع ذاته في وقت لاحق.
وتأتي جلسة مجلس الأمن رغم تأييد واشنطن المطلق لإسرائيل وإعاقتها صدور بيان عن المجلس خلال 3 جلسات عقدها خلال الأيام التسعة الأخيرة.
وقالت بعثة النرويج في المجلس أمس الاثنين "ستثير كل من تونس والصين والنرويج مرة أخرى أزمة الشرق الأوسط على جدول أعمال مجلس الأمن الثلاثاء".
ولفتت إلى أن "الوضع يستمر في التدهور، ويستمر قتل وجرح المدنيين الأبرياء"، وأضافت "نكرر: أوقفوا النار، أوقفوا الأعمال العدائية الآن".
ويتطلب صدور بيانات المجلس موافقة جماعية من كافة أعضائه البالغ عددهم 15 دولة.
وقالت المتحدثة باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة أوليفيا دالتون "لقد أوضحنا بشكل مستمر لأعضاء المجلس الأسبوع الماضي أن واشنطن تشارك في جهود دبلوماسية مكثفة على أعلى المستويات لمحاولة إنهاء هذا الصراع".
ودعت مسودة البيان -الذي عرقلته واشنطن أمس الاثنين- إلى تهدئة الوضع ووقف العنف واحترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين، ولا سيما الأطفال.
وأعربت المسودة عن القلق الحاد إزاء التوترات وأعمال العنف في القدس الشرقية، خاصة داخل وحول الأماكن المقدسة.
اجتماع أوروبي
في السياق ذاته، قال دبلوماسيون إنه من المقرر أن يدعو الاتحاد الأوروبي إلى وقف لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى عقد اجتماع عبر الفيديو لوزراء خارجية دول الاتحاد وعددها 27 دولة في الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش.
وقال بيتر ستانو المتحدث باسم بوريل "تواصلنا مع شركائنا لنرى كيف يمكننا نزع فتيل هذا التصعيد الخطير والمقلق للعنف والإسهام في وقفه"، مشيرا إلى أعنف أعمال قتالية بين إسرائيل والفلسطينيين منذ سنوات.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل ومانح كبير للمساعدات للفلسطينيين، لكنه أحجم عن استغلال نفوذه ولم يبحث احتمال فرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية.
ومنذ فترة طويلة يلعب الاتحاد الأوروبي دورا ثانويا في مفاوضات السلام بالشرق الأوسط مقارنة بالدور الرئيسي للولايات المتحدة.
والآراء منقسمة بشأن التحضير لبيان مشترك، ومن المستبعد أن يسفر اجتماع اليوم الثلاثاء عن أي سياسات جديدة.
تدعم 8 دول أوروبية صغيرة الفلسطينيين بشكل صريح، وفي طليعة هذه الكتلة لوكسمبورغ وبلجيكا وأيرلندا ومالطا وفنلندا.
وتقول هذه الدول إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي بذل المزيد لدعم الفلسطينيين في مسعاهم لإقامة دولتهم المستقلة.
وكتب عضو البرلمان البلجيكي سايمون موتكين على فيسبوك "أوروبا تلتزم الصمت وسط ضجيج القنابل". ودعا نواب آخرون لفرض عقوبات على إسرائيل.
وتبدي دول أخرى مثل المجر وجمهورية التشيك والنمسا واليونان وقبرص وبولندا استعدادها للدفاع عن مصالح إسرائيل، ورفعت النمسا علم إسرائيل فوق المستشارية الاتحادية في فيينا يوم الجمعة الماضي.
وما زالت ألمانيا تشعر بعقدة الذنب بسبب الجرائم النازية في الحرب العالمية الثانية، ولذلك لا تبدي استعدادا لبحث اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الاثنين إنه سيعمل مع الرئيس المصري والملك الأردني، لطرح اقتراح محدد لوقف إطلاق النار وفتح مسار محتمل لإجراء محادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.
ومنذ 10 مايو/أيار الجاري يقصف الجيش الإسرائيلي منازل المدنيين والبنايات والمؤسسات الحكومية والمدنية في قطاع غزة، وترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية.