اتفق السودان ومصر على تعزيز الاتصالات لتفعيل مقترح تشكيل رباعية دولية للتوسط في أزمة سد النهضة الإثيوبي، كما أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا برئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، لبحث آخر المواقف تجاه الأزمة.
وقال بيان للرئاسة المصرية إن السيسي أكد خلال الاتصال "الموقف المصري الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة قبل موسم الأمطار المقبل".
وذكر البيان أن رئيس الاتحاد الأفريقي ثمن مساعي مصر للوصول إلى حل متوازن يراعي مصلحة الأطراف كافة، ويحفظ الحقوق المائية لدولتي المصب ويدعم الاستقرار الإقليمي.
وفي وقت سابق، أمس الخميس، اتفق السيسي ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في لقاء جمعهما بالقاهرة على تكثيف التنسيق بين البلدين للتوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا قبل أن تبدأ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية عقب اللقاء إن البلدين يعملان على "تفعيل اقتراح السودان" باستئناف المفاوضات مع إثيوبيا تحت رعاية رباعية دولية يقودها الاتحاد الأفريقي وتضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي السياق نفسه، أعرب رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي عن قلق بلاده بشأن عزم إثيوبيا على تنفيذ الملء الثاني لخزان سد النهضة دون تنسيق مع دولتي المصب والسودان.
وأكد مدبولي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوداني تمسك القاهرة والخرطوم بمسار المفاوضات لإيجاد حل حاسم خلال المرحلة المقبلة.
توسيع مظلة التفاوض
وقالت وكالة الأنباء السودانية إن الطرفين اتفقا على مواصلة الجهود للتواصل مع الأطراف الدولية "وتوسيع مظلة التفاوض" للمساعدة على التوصل إلى اتفاق مرض لجميع الأطراف.
وجاءت زيارة حمدوك للقاهرة الخميس بعد أيام من زيارة السيسي للسودان، حيث أكد الرئيس المصري "رفض سياسة فرض الأمر الواقع وبسط السيطرة على النيل الأزرق بإجراءات أحادية لا تراعي مصالح مصر والسودان كدولتي مصب، عبر تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق".
ومنذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما، وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.
ورغم أن مصر والسودان حثتا إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، فقد أعلنت أديس أبابا في 21 يوليو/تموز 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان، التي تسمح باختبار أول مضختين في السد، كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من الملء في يوليو/تموز المقبل.