[ ملك المغرب محمد السادس ]
أثار برنامج على قناة جزائرية غضب العديد من المغاربة وأعاد الحديث حول أسباب العداء والجفاء بين الجارتين.
يأتي ذلك بعد أن بثت قناة "الشروق" الجزائرية الخاصة، حلقة من برنامج "ويكند ستوري" الساخر، تطرقت فيها إلى أهم القضايا الخلافية بين الرباط والجزائر.
ففي إحدى فقرات البرنامج، تنكر ممثل في هيئة دمية لتجسيد شخصية الملك المغربي محمد السادس.
وأجرى مقدم البرنامج حوارا مع الدمية وسألها حول الوضع في المغرب وملف الصحراء الغربية إضافة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
إلا أن الضيف تحجج بفيروس كورونا مضيفا بأن "عادة تقبيل اليد غير موجودة في الجزائر" فاعترض الممثل قائلا "لكنني أمير المؤمنين"، ليرد الضيف بـ " ذلك شأنك".
وشهدت الحلقة المثيرة للجدل حضور شخصيات سياسية مثل سليمان سعداوي، القيادي لحزب "جبهة التحرير الوطني" والقيادي في حزب "طلائع الحريات" المعارض.
#الجزائر#المغرب
— Naser al-tamimi | ناصر التميمي (@nasertamimi) February 13, 2021
هناك هجمات اعلامية متبادلة من الطرفين .. لكن يبدو ان برنامج قناة الشروق الجزائرية عن ملك المغرب سيصب البنزين على نيران العلاقات المشتعلة اصلا! pic.twitter.com/h7YewJhvs7
تطاول أم كوميديا مقبولة؟
تلك المشاهد التي عدّها جزائريون "جزءا من حرية التعبير"، رأى فيها نشطاء وفاعلون مغاربة "تطاولا" على شخص الملك و"إساءة" لرموز بلادهم.
ونددت "جمعية الإعلام والناشرين بالمغرب (غير حكومية)"، بمضمون الحلقة واعتبرته "عملا لا يمت بصلة لأخلاقيات مهنة الصحافة".
كما نشرت عدة مواقع إخبارية مغربية، على رأسها موقع "هسبرس" الشهير، تقارير انتقدت فيها ما وصفته بـ "سقطات الإعلام الجزائري الموالي للنظام العسكري الحاكم ومحاولاته المستمرة في بث السموم".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب بعض المغاربة بقطع العلاقات مع الجزائر، واستدعاء سفيرها بالرباط.
وقام البعض بتبديل صور حسابتهم بأخرى للعاهل المغربي مرفقة بعبارات ووسوم من قبيل "#ملكنا_خط_احمر #طرد_السفير_الجزائري"
في المقابل، رفع معلقون جزائريون وسما مضادا بعنوان "#الجزائر_خط_أحمر" .
واستغرب قطاع من الجزائريين "حملة المغاربة" على الحلقة ووصفوها بـ "المبالغة والشعبوية".
وينطلق هؤلاء في دفاعهم عن قناة الشروق، من مبدأ دفاعهم عن فن السخرية السياسية ورفضهم القاطع لـ "ثقافة التمجيد والتقديس" .
وبينما ينادي جمهور من البلدين بوضع خطوط حمراء لدى الحديث عن الحكام والسياسيين، يدافع آخرون عن حقهم في انتقاد الشخصيات العامة بصرف النظر عن منصبها أو جنسيتها.
ما عرضته #قناةُ_الشروق_الجزائرية هو قمّة البذاءة السوقية والإفلاس الخُلُقي. هذا أقلُّ ما يُقال عن ذلك. #الحِقد_يُعمي_البصيرة
— عبدالعزيز التويجري A. Altwaijri (@AOAltwaijri) February 13, 2021
من اسباب عدم تطور الشعوب و الدول العربية هي التقديس و التعظيم المبالغ فيه للرئساء و الملوك بينها هم مجرد موظفين حكوميين فقط له حقوق و واجبات#الجزاير_خط_احمر
— Mohamed Bzr (@bzr_mohamed) February 14, 2021
#الملك_خط_أحمر في اطار حرية التعبير و السخرية و الانتقاد لي كنعتبروا حق لأي واحد سوا من داخل او خارج المغرب هذ الفيديوا في حق عسكر الجزائر.https://t.co/XJDeL9tT0O
— Bakhdouch (@WSoufiane) February 14, 2021
قناة "الشروق" الجزائرية تبتعد عن البرامج السياسية الساخرة المقبولة، بإساءتها إلى شخص الملك محمد السادس، بطريقة لا تليق بالاحترام الواجب، ولا بالأعراف التي من الضروري استحضارها قبل القيام بمثل هذا الفعل المرفوض. #محمد_السادس #الملك_خط_أحمر #ملكنا_خط_أحمر #الصحراء_المغربية pic.twitter.com/NaOmKYlIrx
— Hespress هسبريس (@hespress) February 14, 2021
فكرة البرامج التي تقدم محاكاة ساخرة للشخصيات أو الأحداث السياسية، ليست جديدة ولا تقتصر على دولة أو قناة بعينها.
إلا أن النظرة إليها تختلف من بلد إلى آخر. ولطالما طرحت أسئلة حول الحد الفاصل بين السخرية والاستهزاء، خاصة في بعض الدول العربية التي شهدت طفرة في تلك الفقرات في السنوات الأخيرة.
تحشيد إعلامي
ويرى معلقون مغاربة أن البرنامج الجزائري تجاوز ما تقدمه البرامج السياسية الساخرة في الدول المتحضرة التي تكتفي بالنقد البناء والكوميدي.
ويقولون إنه تعمد الإساءة للملك باستعمال عبارات تحقيرية تسخر من عادات الشعوب وتكيل التهم لساستهم.
إلا أن فريقا من الجزائريين قال إنهم "تعودوا على رؤية تلك النوعية من البرامج على قنواتهم منذ سنوات وأنها سبق أن جسدت شخصيات سياسية جزائرية".
ويعرضون أمثلة على ذلك، رافضين الانتقادات المغربية للقناة.
على النقيض، يصف جزائريون آخرون مضمون الحلقة بـ "السابقة"، إذ يشير بعضهم إلى أن "البرامج السياسية الساخرة في الجزائر عادة ما تقتصر على حوارات هزلية نقدية بسيطةيقدمها ممثلون دون اللجوء إلى دمى قماشية".
لكن البعض الآخر يدرج ما حدث في إطار ما يسمونه بـ "الحرب الإعلامية الدائرة رحاها حاليا بين البلدين".
ويقول جزائريون إن ما أقدمت عليه قناة الشروق ما هو إلا "ردة فعل على ما تنشره المواقع الإخبارية المغربية من رسوم ساخرة وعدائية للمؤسسة السياسية في الجزائر".
في حين يتحدث مغاربة عن "حملة ممنهجة ضد بلادهم ويعتقدون أن قناة الشروق لن تقدم على عرض تلك الفقرة إلا بإيعاز من الحكومة".
وبين هذا وذاك، يقف فريق من المغاربة والجزائريين على الحياد ويحذرون من مغبة حملات التجييش الإعلامية التي تناقض الرسالة النبيلة للصحافة.
الشعوب لادخل لها بالسياسة و خبثها
— Amina guettai (@amina_guettai) February 14, 2021
اوقفوا هؤلاء الخبثاء اللذين يريدون زرع الفتنة بين الاشقاء .#الشعوب_خط_أحمر#ملكنا_خط_أحمر https://t.co/QBNeMFsazJ
وبين الفنية والأخرى، تندلع مناوشات بين الجارتين على خلفية قضية الصحراء الغربية التي تستمر تارة بوتيرة عالية وتارة بحدة أقل لتسيل بعض الحبر ثم تخفت.
لكن حدة المناوشات زادت، مؤخرا، بعد مواجهات الجيش المغربي والبوليساريو في معبر الكركرات الحدودي واعتراف إدارة ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء.