[ الشيخ نواف الأحمد (يسار) سيؤدي اليمين أميرا للكويت خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح (الجزيرة-أرشيف) ]
أعلن مجلس الوزراء الكويتي ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرا لدولة الكويت، خلفا للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ويؤدي الشيخ نواف اليوم الأربعاء اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي أميرا للبلاد. كما يصل جثمان الأمير الراحل إلى الكويت اليوم من الولايات المتحدة بينما ستقتصر مراسم التشييع على الأقارب بسبب الوضع الصحي بالبلاد.
كما أعلن مجلس الوزراء الكويتي الحداد الرسمي على أمير البلاد لمدة 40 يوما، مع إغلاق الدوائر الرسمية لمدة 3 أيام.
وقال مدير مكتب الجزيرة في الكويت سعد السعيدي إن مجلس الوزراء الكويتي عقد اجتماعا لبحث ترتيبات ما بعد وفاة الراحل، كما عقدت الأسرة الحاكمة اجتماعا لترتيب بيت الحكم.
وأضاف السعيدي أن المادة الرابعة من قانون توارث الإمارة في الكويت تنص على أنه إذا "خلا منصب أمير البلاد نودي بولي العهد أميرا، فإذا خلا منصب الإمارة قبل تعيين ولي للعهد مارس مجلس الوزراء اختصاصات رئيس الدولة إلى حين اختيار الأمير".
وبمقتضى المادة المذكورة، يتولى ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح منصب الإمارة. وكان الأمير الراحل قد قرر في 18 يوليو/تموز الماضي أن يتولى ولي العهد الشيخ نواف بعض الاختصاصات الدستورية لأمير البلاد بشكل مؤقت، بعد دخول الأمير المستشفى لإجراء فحوص طبية.
وفي يوليو/تموز الماضي، كان الديوان الأميري قد أعلن أن الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح أجرى عملية جراحية تكللت بالنجاح، وقد سافر الراحل إلى الولايات المتحدة لاستكمال علاجه بعد خضوعه للعملية الجراحية.
وذكر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم على تويتر عقب لقائه الشيخ نواف أنه سيؤدي اليمين الدستورية أمام المجلس الأربعاء الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي.
مراسم التشييع
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الديوان الأميري قوله إن جثمان الأمير صباح سيصل إلى الكويت الأربعاء من الولايات المتحدة، حيث كان في المستشفى منذ سفره للعلاج في يوليو/تموز بعدما أجريت له في الشهر نفسه جراحة بالكويت.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح "امتثالا لمتطلبات السلامة والصحة العامة فإن الديوان الأميري يقدر مشاعر المواطنين الكرام والمقيمين الفياضة في التعبير عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم… ويعلن الديوان أن الحضور في مراسم دفن جثمانه الطاهر سيقتصر على أقرباء سموه فقط".
وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن الديوان الأميري في دولة الكويت وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن عمر ناهز 91 عاماً.
والأمير الراحل هو الحاكم الـ15 لدولة لكويت، وقد تسلّم مقاليد الحكم عام 2006 بعد إمضائه 4 عقود وزيرا للخارجية، قبل أن يترأس الحكومة عام 2003، ويظل في المنصب إلى حين تنصيبه أميرا، وكرمته الأمم المتحدة عام 2014 بلقب قائد للعمل الإنساني.
نعي وحداد
وعقب إعلان خبر وفاة الشيخ صباح الأحمد تدفقت التعازي من جميع أنحاء العالم العربي، وأعلنت دول عدة بالمنطقة فترات حداد، إذ نعى ملك الأردن عبد الله الثاني الراحل، وقال في تغريدة "فقدنا اليوم أخا كبيرا وزعيما حكيما مُحبّا للأردن، سمو الشيخ صباح الأحمد رحمه الله كان قائدا استثنائيا وأميرا للإنسانية والأخلاق، كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته ولم يتوانَ في مساعيه الخيّرة عن بذل كلّ جهدٍ لوحدة الصف العربي، نعزي أنفسنا والشعب الكويتي الشقيق بهذا المُصاب الجلل".
وأعلن الديوان الملكي الأردني الحداد على أمير الكويت الراحل في البلاط الملكي الهاشمي لمدة 40 يوما، اعتبارا من اليوم.
كما نعى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وقال إن الراحل "كان قائدا عظيما وزعيما فذا اتسم بالحكمة والاعتدال وبُعد النظر والرأي السديد، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، والدعوة إلى الحوار والتضامن ووحدة الصف العربي والدفاع عن قضايا أمته العادلة".
وأمر أمير قطر بإعلان الحداد في البلاد لمدة 3 أيام، وتنكيس الأعلام.
وأعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن ألمه لوفاة أمير الكويت، واصفا إياه بأنه "كان الصوت الصارخ في المحافل الإقليمية والدولية دفاعا عن الحق العربي عموما، وعن القضايا العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين".
وأشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة بالعربية بالشيخ صباح لتعزيزه "الاعتدال والتوازن" في الكويت والمنطقة.
كما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأمير الكويت الراحل ووصفه بأنه "رمز غير عادي للحكمة والكرم ورسول للسلام وموفق بين الأطراف المتنازعة".
وسام أميركي
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان إنه حزين لوفاة صديق عزيز، ووصف الشيخ صباح بأنه "صديق وشريك قوي للولايات المتحدة".
وكان الرئيس الأميركي منح قبل أيام وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى للشيخ صباح الأحمد الصباح، خلال مراسم في البيت الأبيض.
وقال الديوان الأميري الكويتي إن هذا التكريم يأتي اعترافا بالجهود العظيمة والدؤوبة والدور الكبير الذي قاده أمير الكويت في المنطقة والعالم، وتتويجا لعلاقات الشراكة التاريخية والمتميزة بين الكويت والولايات المتحدة.
وترجع هذه المكانة التي تبوأها الشيخ صباح لعمله وزيرا للخارجية على مدى نحو 40 عاما، وهو ما خوله القيام بدور كبير في سياسات الكويت داخليا وخارجيا.
سجل الراحل
وساهم الشيخ صباح كذلك في رأب الصدع بأزمات عدة، أبرزها الأزمة اليمنية والحرب العراقية الإيرانية، مما أثرى تجربته الشخصية وجعله وسيطا مقبولا لدى كل الفرقاء.
واستمرت هذه الوساطة بعد استلام الشيخ صباح الحكم عام 2006، وصولا إلى تسميته قائدا للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة عام 2014، وهو منصب لم يسبقه إليه أحد تقديرا لجهوده الإنسانية على جميع الصعد.
كما قاد الأمير الراحل وساطة لحل الأزمة الخليجية التي بدأت في 5 يونيو/حزيران 2017، حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا.