[ البرهان قال إن أمام بلاده فرصة لترفعها أميركا من قوائم الدول الراعية للإرهاب (الأناضول) ]
قال رئيس المجلس السيادي في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان إن أمام السودانيين فرصة لرفع اسم بلادهم من قائمة الإرهاب، في وقت عرضت واشنطن، بالتعاون مع أبو ظبي وتل أبيب، مساعدات مالية على الخرطوم مقابل تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وفي كلمته خلال أعمال المؤتمر الاقتصادي القومي الذي انعقد اليوم بالخرطوم، شدد البرهان على أهمية اغتنام هذه الفرصة لإصلاح النظام الاقتصادي وخروج البلاد من الأزمات التي تمر بها.
من جانبه قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن مسألة التطبيع مع إسرائيل تتطلب نقاشا وتشاورا مجتمعيا عميقا بشأنها.
وفي محاضرة قدمها بالمؤتمر الاقتصادي المذكور، ذكر حمدوك أنه طلب من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الفصل بين مسار شطب اسم السودان من لائحة الإرهاب ومسار التطبيع مع إسرائيل، كونه يتضمن تعقيدات كثيرة.
عرض أميركي إسرائيلي
وتأتي هذه التصريحات في وقت كشفت فيه مجلة "فورين بوليسي" أن الولايات المتحدة، وبالتعاون مع الإمارات وإسرائيل، عرضت على السودان مساعدات مالية مقابل تطبيع علاقاتها مع تل أبيب.
ونقلت المجلة الأميركية -عن مسؤولين شاركوا في محادثات بشأن الموضوع في فبراير/شباط الماضي- أنّ واشنطن عرضت على الخرطوم تقديم ما يصل إلى 500 مليون دولار على شكل مساعدات واستثمارات.
وتعهّدت إسرائيل بتقديم 10 ملايين دولار لدعم ميزانية السودان بشكل مباشر، كما تعهدت الإمارات بتقديم ما قيمته 600 مليون من الوقود.
وأشارت فورين بوليسي إلى أن إسرائيل تطمح من هذه الصفقة إلى فتح قنوات للتعاون الأمني بين الطرفين للوصول إلى معلومات حول شبكات تنقل الأسلحة عبر البحر الأحمر إلى غزة. وحسب المجلة، لم تكن هذه العروض كافية حتى الآن لكسب مباركة الخرطوم النهائية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأضافت أنّ تطبيع العلاقات مع إسرائيل يعني إزالة الخرطوم من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وهو أكثر ما تطمح له الحكومة السودانية الحالية لإعادة بناء اقتصاد البلاد المتهالك.
عقبة جديدة
من ناحية آخرى، نقلت رويترز عن 3 مصادر وصفتها بالمطلعة أنّ السودان يواجه، رغم مفاوضات استمرت أكثر من عام، عقبة جديدة أمام رفع اسمه من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، تتمثل في مطالبته بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ونقلت الوكالة عن المسؤولين بالحكومة السودانية قولهم إن بلدهم يقاوم الربط بين القضيتين. كما أوضح مسؤول سوداني لرويترز أنّ السودان استكمل كل الشروط اللازمة لشطبه من القائمة.
كما نقلت عن مسؤول أميركي بارز قوله إن واشنطن مستعدة لإتاحة الوقت للسودان لاتخاذ قرار، مشيراً إلى وجود خلافات بين الجيش والحكومة المدنية بشأن كيفية المضي قدما.
يذكر أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال -في رسالة إلى الكونغرس الأسبوع الماضي- إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتطلع إلى إزالة السودان من القائمة الشهر المقبل.
في سياق متصل، دعت روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام إلى معالجة العوائق التي تحُـول دون اندماج السودان الكاملِ بالمجتمع الاقتصادي الدولي. وأعربت عن تفاؤلها بالمؤشرات الأخيرة على إحراز تقدم في شطب هذا البلد من القائمة.
من جهته، قال عمر صديق المندوب السوداني لدى الأمم المتحدة إن الوضع الاقتصادي الصعب في بلاده يتطلب دعما مستداما وسخيا من الشركاء الدوليين والإقليميين، بما في ذلك الشطب العاجل من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.
وأكد صديق -خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي- أن وجود السودان على القائمة الأميركية للإرهاب يمنع تخفيف الديون والحصولَ على القروض والاستثمار الأجنبي على نطاق واسع.