تواصلت المظاهرات في محافظات مصرية لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وعمليات هدم المنازل، وفرضت الشرطة حظرا للتجول بمناطق جنوب القاهرة، كما اعتقلت العشرات، بينما اعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي أن دعم الشعب للسلطة أدى لتحقيق نمو اقتصادي.
وشهد عدد من محافظات مصر وريفها خروج آلاف من المواطنين للتظاهر منذ الأحد، كما شهدت مناطق شبرا شمال القاهرة والبساتين والمعادي جنوبها خروج مظاهرات وعمليات كر وفر بين المتظاهرين والشرطة.
وشهدت مدينة أبو النمرس ومنطقة الشوبك التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة مظاهرات ردد فيها ناشطون هتافات احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار وعمليات هدم المنازل.
وامتدت المظاهرات لمدن أسوان أقصى جنوب مصر، كما امتدت لمحافظات قنا وأسيوط والمنيا بصعيد مصر، والقليوبية والإسكندرية شمالاً.
وقالت مصادر من أهالي مدن الصف وإطفيح والعياط جنوب القاهرة إن الشرطة فرضت حظرا للتجول ابتداء من السابعة من مساء الثلاثاء، وذكر مراسل الجزيرة نت عبد الله حامد أن القرار لم تعلنه وزارة الداخلية في بيان رسمي كما جرت العادة، ولكن القيادات الشرطية المحلية هي من أخبرت به الأهالي.
وأضاف المراسل أن الشرطة ألقت القبض على عدد من أهالي القرى والمناطق التي خرجت فيها المظاهرات، ونشرت صفحات ولجان إلكترونية تابعة للسلطة صوراً لشباب ورجال موقوفين قالت إنهم وراء اندلاع المظاهرات.
وبث الممثل ورجل الأعمال محمد علي مساء الثلاثاء فيديوهات على حسابه الخاص تظهر خروج محتجين في مظاهرات ليلية في مناطق مصرية، بينها قرية الكدال في المنيا، والفيوم.
وذكرت مصادر للجزيرة أن السلطات المصرية اعتقلت أكثر من 200 شخص على ذمة التحقيق في مظاهرات اليومين الماضيين، ومثُل 150 منهم أمام نيابة أمن الدولة.
وكشف المحامي خالد علي أن بعض من اعتقلتهم سلطات الأمن خلال اليومين الماضيين تم التحقيق معهم في نيابة أمن الدولة منذ أمس الاثنين وحتى فجر الثلاثاء.
وأضاف المحامي، في تدوينة بمواقع التواصل الاجتماعي، أن النيابة العامة قررت حبس الموقوفين 15 يوما على ذمة التحقيق.
وكانت قوات الشرطة قد اشتبكت مع المتظاهرين خلال اليومين الماضيين، مما أسفر عن احتراق عدد من سيارات الشرطة بمناطق في جنوب محافظتي الجيزة والقاهرة.
وطوقت قوات الشرطة الاثنين قرية الكداية التي شهدت انطلاق شرارة الاحتجاجات، وتمكن المواطنون من قلب سيارة شرطة وإحراقها، بينما تكرر المشهد في عدد من قرى ومناطق بصعيد مصر ومنها قرية الحوارتة بمحافظة المنيا جنوباً.
وكان الممثل ورجل الأعمال محمد علي قد دعا المصريين لاستمرار النزول للتظاهر ابتداء من الساعة السادسة من مساء الثلاثاء، في تبكير عن الموعد السابق الذي دعا فيه للتظاهر وكان التاسعة مساء.
في الجانب الآخر، قال الرئيس المصري إنه لولا دعم الشعب المصري لمؤسسات الدولة لما نجحت في تحصين الاقتصاد المحلي وتحقيق معدلات نمو جيدة.
وفي كلمة مسجلة تم بثها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال السيسي إن مياه النيل ضرورة بالنسبة لبلاده وإن على المجتمع الدولي الدفع للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة.
وتجاهل الإعلام المحلي تغطية المظاهرات، في حين قال مذيعو الفضائيات الرسمية والمملوكة لشركات تتبع أجهزة أمنية ورجال أعمال مقربين من النظام إن المظاهرات محدودة، وإن الفضائيات المصرية بالخارج تتعمد تضخيمها.
وجاءت المظاهرات في أعقاب قرارات بإزالة وهدم مبان قالت الحكومة إنها بنيت بالمخالفة لقوانين البناء، وأقرت الحكومة غرامات باهظة للتصالح لتجنب هدم المنازل، في حين شهدت قرى عدة مواجهات بين الأهالي الغاضبين وقوات الشرطة المكلفة بتنفيذ الإزالات خلال الشهر الحالي.
وتحدثت تقارير صحفية عن وجود حالة من الاحتقان والغضب المكتوم لدى المصريين بسبب قرارات لرفع أسعار المواصلات والمحروقات والكهرباء بشكل متوال، مع ثبات الدخول.
وقالت مجموعة من القوى السياسية والهيئات والشخصيات المصرية إن حراك الشارع مقدمة لحراك أوسع وانتفاضة كبرى تعم مصر، وفق تعبيرها.