قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن اتفاق التطبيع مع دولة الإمارات، يُنهي مبدأ "الأرض مقابل السلام"، الذي تعتمد عليه عملية التسوية السياسية في المنطقة.
وأكد نتنياهو في بيان، أصدره مكتبه، عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، تمسكه بخطة ضم أراض فلسطينية واسعة في الضفة الغربية.
ويأتي تأكيد نتنياهو، مخالفا لادعاءات أبو ظبي، حول أن الاتفاق التطبيعي أوقف خطة "الضم".
وفي هذا السياق، قال نتنياهو "أنا الذي أصر على إدراج مسألة السيادة (الضم) ضمن الخطة (صفقة القرن الأمريكية المزعومة)، ولم يطرأ أي تغيير على هذه الخطة، إن الرئيس ترامب ملتزم بها، وأنا ملتزم بإجراء مفاوضات على أساسها".
وكان نتنياهو قد أعلن أن حكومته ستبدأ عملية ضم 30 بالمائة من أراضي الضفة في الأول من يوليو/تموز الماضي، ولكنه أشار لاحقا إلى أن الأمر لا زال بحاجة إلى المزيد من التشاور داخل الحكومة الإسرائيلية ومع البيت الأبيض.
وقال نتنياهو إن الاتفاق مع الإمارات "يعتمد على قوة بلاده، ولا يَطلب من إسرائيل الانسحاب من أية أراض، مقابل إبرام اتفاقية السلام مع الإمارات".
وأضاف "هذا الاعتقاد بإمكانية إحلال السلام المبنى على الانسحاب والوهن (يقصد مبدأ الأرض مقابل السلام)، قد فارق الدنيا وتلاشى، وتم استبداله باعتقاد آخر مفاده السلام الحقيقي، والسلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة، وهذا ما نروّج له حاليًا".
وتعتمد عملية التسوية السياسية في الشرق الأوسط، التي انطلقت، برعاية أمريكية، نهاية عام 1991، على مبدأ "الأرض مقابل السلام"، حيث أن على إسرائيل الانسحاب من كامل الأراضي التي احتلتها عام 1967 ومنْح الشعب الفلسطيني حريته، والسماح له بإنشاء دولة مستقلة عاصمتها "القدس الشرقية".
وزعم نتنياهو، بحسب بيان صدر عن مكتبه، إن "اتفاقية السلام التي أبرمت بين تل أبيب وأبو ظبي، تستند إلى مبدأين مفادهما: السلام مقابل السلام والسلام من منطلق القوة".
وأضاف "هذه العقيدة تتعارض كليًا مع الاعتقاد الذي كان يقضي، حتى ما قبل أيام معدودة، بعدم وجود أي دولة عربية توافق على إحلال سلام رسمي ومفتوح مع إسرائيل، قبل حل النزاع مع الفلسطينيين"، في إشارة للمبادرة العربية، التي ترفضها إسرائيل.
وتقوم مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، عام 2002 على "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة"، قبل التطبيع مع إسرائيل.
لكن إسرائيل، لا تخفي سعيها منذ سنوات، إلى كسر الالتزام العربي بهذه المبادرة، زاعمة أن المدخل لإحلال السلام، هو تطبيع العلاقات بينها وبين الدول العربية أولا، وليس العكس.
والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات.
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي"، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".