[ الأمير محمد بن نايف اعتقل في مارس/آذار الماضي مع عدد من الأمراء (الجزيرة) ]
أثارت المديرية العامة للسجون في السعودية التساؤلات والشكوك حول مغزى تغريدة لها عن صحة ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف، قبل أن تحذف التغريدة وتقول إنها اختراق لحسابها.
فقد أعلن حساب "المديرية العامة للسجون" التابعة لوزارة الداخلية السعودية عن إصابة الأمير محمد بن نايف بنوبة قلبية داخل السجن ونقله على إثرها إلى العناية المركزة.
ونفى الحساب في التغريدة التي نشرت عند الساعة الرابعة من فجر اليوم الأحد، وفاة الأمير محمد بن نايف، مؤكدا أنه يتابع من فريق طبي متخصص على مدار الساعة، لكنه عاد وحذف التغريدة.
وأوضحت المديرية العامة للسجون في السعودية في بيان لها نشر على حسابها مساء اليوم، أنها استعادت حسابها بعد نشر تغريدات غير صحيحة عن صحة الأمير محمد بن نايف.
وبينما تأخر البيان الرسمي من المديرية العامة للسجون، كان حساب قناة "العربية" السعودية على تويتر قد ذكر ظهر اليوم أن حساب المديرية العامة قد تعرض للاختراق.
وأثارت التغريدة حفيظة النشطاء في "توقيتها ومحتواها الغريب جدا"، وتساءلوا عن خلفية وهدف المعلومات التي نشرت عبر حساب المديرية وهل هي تمهيد لأمر ما أم حادثة اختراق عابرة.
وحذر مغردون من أن يكون الهدف من وراء التغريدة -التي أكدت ضمنيا سجن الأمير محمد بن نايف- هو قتله داخل محبسه.
وقال حساب مستشار الأمير محمد بن نايف إن ولي العهد محمد بن سلمان "أراد قتل سمو الأمير محمد عن طريق الإهمال الطبي، ولكن خبر تدهور صحة سموه تسرب من مكان الاحتجاز إلى الأسرة، وهو ما أجبر محمد بن سلمان على السماح للكادر الطبي بالذهاب لمعالجته".
وأضاف في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر أن الأمير محمد بن نايف يعاني من اضطرابات صحية منذ أكثر من أسبوع. ونفت حسابات إعلامية سعودية موالية للسلطة صحة ما نُشر عبر حساب مديرية السجون، وقالت إنه تعرض للاختراق وبث شائعة كاذبة عن شخصية اعتبارية.
وشكك مراقبون في ذلك، وقالوا إن الاختراق الخارجي يستحيل أن يستعاد بسرعة، وإنما هو اختراق داخلي متعلق بصراع الأجنحة، مؤكدين أنه ما زال هناك من يحتفظ بولائه للأمير محمد بن نايف.
وقال الناشط السعودي عمر بن عبد العزيز إن التغريدة -المحذوفة- غريبة في توقيتها ومحتواها، متسائلا مع نشطاء آخرين عما إذا كانت اختراقا أم مجرد تمهيد لإعلان الوفاة أو التخلص من ابن نايف وتصفيته.
ومما يضاف إلى تلك الشكوك أن خبر إصابة شخصية بحجم الأمير محمد بن نايف الذي كان الشخصية الثانية في البلاد بعد الملك، صدر من مديرية السجون -وهي من الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية- ولم يصدر من جهة أخرى كبيرة في الدولة.
وكان الأمير محمد بن نايف يشغل منصب ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية إلى أن أعفي فيما سمي "انقلابا أبيض" عليه من ولي العهد الحالي محمد بن سلمان عام 2017. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن ابن نايف كان قيد الإقامة الجبرية منذ الإطاحة به.
وفي مارس/آذار الماضي، اعتقل ابن نايف مع عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز وأمراء آخرين.
ويعد محمد بن نايف رجل الأمن الأول في البلاد حيث عين منذ العام 1999 مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2012 عين وزيرا للداخلية، ولقب بجنرال الحرب على الإرهاب حيث أشرف على خطط القضاء على العنف في المملكة التي شهدت موجة من التفجيرات في مناطق مختلفة.