قال محمد المختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة حمد بن خليفة إن السعودية لم تخرج منتصرة في حرب النفط مع روسيا، بل خسرت كما خسر الكثير من منتجي النفط، معتبرا أنهم يدفعون ثمن التخبط في السعودية التي تدفع بدورها ثمن تخبط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأضاف في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" للجزيرة أن الأمر كان يندرج ضمن أزمة اقتصادية بسبب فيروس كورونا لكن السعودية حولت الأمر إلى كارثة، وذلك لأن كل الخبراء الاقتصاديين يدركون أن كورونا كان من المتوقع أن يفرض خفضا للإنتاج بدل الدخول في منافسات ومشاحنات.
من جهته، اعتبر يحيى عسيري الناشط الحقوقي السعودي رئيس منظمة "القسط" لحقوق الإنسان أن تصريحات وزير المالية السعودية تدل على دخول البلاد في أزمة حقيقية يمكن أن يطول أمدها، مشيرا إلى أن هذه إخفاقات السعودية تعود بالأساس إلى رؤية الفرد الواحد بعيدا عن مراكز الدراسات ورأي الشارع، إذ لا يستطيع أن يعبر عن رأيه عبر صناديق الاقتراع ولا البرلمانات المنتخبة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني.
وأضاف أن أي سلطة منفلتة عن الرقابة الشعبية وتتخذ قراراتها منفردة من المرجح أن تقوم بأخطاء كبيرة، مؤكدا على أن هذه الإخفاقات الاقتصادية ما هي إلا نتيجة حتمية لحكم الفرد الواحد.
في المقابل، أوضح الكاتب والمحلل السياسي أسعد بشارة أن السعودية ليست جزيرة منعزلة عن العالم، وبالتالي السبب الرئيسي وراء حرب أسعار النفط بل الوباء العالمي الذي تسبب في التباطؤ الاقتصادي، معتبرا أن القرار السعودي لم يكن خاطئا، لأن الصراع مع روسيا كان لا بد أن يحصل نظرا لرفضها خفض إنتاجها من النفط أسوة بغيرها من الدول، ولذلك لم يكن للسعودية سوى سلاح رفع الإنتاج لمواجهتها، إلا أن هذا السلاح أتى في ظل الأزمة الحالية المؤثرة على الاقتصاد العالمي.
بذكر أن وزير المالية السعودي صرح بأن خفض صادرات النفط سيكون له تأثير على الناتج المحلي لبلاده.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن السعودية باتت تلجأ إلى تخرين كميات كبيرة من النفط في البحر، بعد نضوب الطلب جراء إغراق المملكة الأسواق بالخام خلال حربها النفطية مع روسيا.
