كشف المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق الليبية عن نقل الإمارات أكثر من ستة آلاف طن من الأسلحة والذخائر لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، منذ إعلان وقف إطلاق النار في 12 يناير/كانون الثاني الماضي.
ونشر المركز تفاصيل مئة رحلة سيّرتها الإمارات من قواعد عسكرية عدة أبرزها، قاعدة سويحان في الإمارات، وقاعدة عصب الجوية الإماراتية في إريتريا، إلى قاعدة الخادم في شرقي ليبيا، وسيدي البراني المصرية قرب الحدود مع ليبيا.
وأظهرت تفاصيل الرحلات استخدام الإمارات طائرات روسية من نوع اليوشن وأنتونوف لتسيير الرحلات المئة.
مجرم حرب
من جانبه، ندد رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا فايز السراج اليوم الاثنين بقصف المناطق المدنية والمطارات في بلاده ووصف القائد العسكري خليفة حفتر بأنه "مجرم حرب"، وذلك في خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وقال السراج أمام المجلس، "القصف العشوائي للأحياء السكنية واستهداف المطارات المدنية وقصف المستشفيات وقصف وإغلاق المدارس يتحمل مسؤوليته المعتدي ومن يمده بالمال والسلاح، ويجب محاسبتهم وملاحقتهم قانونيا".
وأضاف أن حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا لطالما أبدت استعدادها للمضي قدما على طريق السلام والاستقرار.
ومن جانبه، قال وزير خارجية ليبيا محمد سيالة اليوم الاثنين إن الحكومة المعترف بها دوليا تصر على انسحاب قوات حفتر من مواقعها قرب العاصمة طرابلس في إطار محادثات عسكرية في جنيف.
وأضاف الوزير سيالة أن الوفد الليبي يصر على انسحاب قوات حفتر من مواقعها الحالية، لافتا إلى أنها على بعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة ويمكنها شن هجوم في أي وقت.
مسودة أممية لاتفاق ليبي
في هذه الأثناء، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها عملت مع طرفي النزاع في ليبيا على إعداد مسودة اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، وتسهيل العودة الآمنة للمدنيين، مع وجود آلية مراقبة مشتركة تقودها وتشرف عليها كل من البعثة الأممية واللجنة العسكرية المشتركة خمسة زائد خمسة، وذلك عقب انتهاء الجولة الثانية من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف اليوم.
وأوضحت البعثة أن الطرفين اتفقا على أن تُعرض مسودة الاتفاق على قيادتيهما لمزيد من التشاور، وعلى أن يلتقيا في الشهر المقبل بجنيف لاستئناف المباحثات، واستكمال إعداد مهام اللجان الفرعية اللازمة لتنفيذ الاتفاق المنشود.
ودعت البعثة الطرفين إلى الالتزام الكامل بالهدنة الحالية، وضرورة حماية المدنيين وممتلكاتهم والمنشآت الحيوية.
وجاء ذلك بعد جولة ثانية من المحادثات العسكرية غير المباشرة التي جرت في جنيف بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تتخذ من شرق ليبيا معقلا.
وتهدف المحادثات التي تجري برعاية موفد الأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة للتوصل إلى وقف دائم للقتال الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص ونزوح نحو 140 ألفا منذ أبريل/نيسان الماضي، بحسب الأمم المتحدة.
وجرت عدة جولات محادثات سابقة في مصر وتونس ركزت على مسائل اقتصادية تشمل تزويع عائدات النفط الليبية، بينما من المقرر أن تبدأ محادثات تهدف للتوصل إلى حل سياسي في جنيف الأربعاء.
وأطلق حفتر هجومه على طرابلس في أبريل/نيسان الماضي، لكن قواته لم تتمكن من التقدم منذ وصولها السريع إلى أطراف العاصمة، مقر حكومة الوفاق.