[ واشنطن أثارت قضية مصطفى قاسم مع السلطات المصرية مرارا (وسائل التواصل) ]
أوردت مصادر حقوقية مصرية أن المواطن المصري الأميركي مصطفى قاسم المحكوم عليه في قضية فض اعتصام رابعة، قد توفي في سجنه جراء إضرابه عن الطعام. وقالت ابنة مصطفى قاسم إن والدها تعرض لإهمال متعمد أفضى إلى وفاته. وكانت الولايات المتحدة أعربت عن قلقها من وضع حقوق الإنسان في مصر، وخصوصا المعتقلين في السجون المصرية.
وأعرب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفد شنكر عن حزنه العميق إزاء وفاة المواطن الأميركي مصطفى قاسم. وقال شنكر للصحفيين في الخارجية الأميركية إن هذه الوفاة في الاعتقال مأساوية ولا مبرر لها وكان يجب تفاديها.
وأضاف شنكر أن بلاده ستواصل إثارة المخاوف الجدية حيال أوضاع حقوق الإنسان والمواطنين الأميركيين المعتقلين في مصر في كل المناسبات وكذلك سيفعل الفريق في الخارجية الأميركية.
من جانبه قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي في تغريدة على حسابه على تويتر إن المواطن الأميركي مصطفى قاسم توفي بعد ست سنوات في سجن مصري مثله مثل آلاف السجناء السياسيين في البلاد.
وأضاف ميرفي أنه ينبغي على وزير الخارجية الأميركي تذكير مصر بأن المساعدات العسكرية مرتبطة قانونا بالإفراج عن السجناء بمن فيهم ستة أميركيين على الأقل.
قالت ديما مصطفى قاسم إن والدها كان معتقلا لمدة خمس سنوات دون أن توجه له تهمة. وأضافت ديما في اتصال مع الجزيرة من القاهرة أن والدها تعرض لإهمال طبي واضح رغم معاناته الصحية الشديدة.
وقد أكدت الناشطة المصرية الأميركية آية حجازي نبأ وفاة مواطنها مصطفى قاسم، كما أكد حقوقيون مصريون خارج مصر، بينهم أحمد مفرح وسلمى أشرف وهيثم أبو خليل، خبر وفاة قاسم.
وقد استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام 2017 آية حجازي عقب إطلاق السلطات المصرية سراحها، بعد حكم قضائي ببراءتها من تهم متعلقة بنشاطها الحقوقي، وذلك تحت ضغوط أميركية على القاهرة تحدثت عنها آية في أكثر من مناسبة.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أثار استنادا إلى تقارير إعلامية قضيةَ مصطفى قاسم أثناء لقائه نظيره المصري سامح شكري الشهر الماضي.
كما كانت هذه القضية حاضرة أيضا خلال لقاء جمع مايك بنس نائب الرئيس الأميركي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مطلع عام 2018.
يذكر أن مصطفى قاسم اعتُقل خمسة أعوام دون أن توجه إليه أي تهم، ثم صدر عليه حكم بالسجن 15 عاما ضمن محاكمة جماعية شملت 700 شخص.
وجاءت وفاة قاسم بعد يومين من تعرض عشرات المعتقلين في سجن العقرب بمنطقة سجون طرة جنوب العاصمة المصرية للإغماء نتيجة استمرارهم في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على وفاة معتقليْن سياسيين خلال أسبوع واحد بسبب البرد الشديد هما الصحفي محمود عبد المجيد صالح الذي توفي في سجن العقرب، وعلاء الدين سعيد الذي توفي في سجن برج العرب.
كما يحتج المعتقلون -الذين يبلغ عددهم نحو ثلاثمئة وبدؤوا إضرابهم السبت الماضي- على ما يقولون إنه تجويع من طرف سلطات السجن، وكذلك الحرمان من الملابس والأغطية.
ويقول السجناء المضربون إن إدارة السجن سحبت وسائل التدفئة رغم برد الشتاء وقلصت عدد الأغطية وصادرت الملابس الشتوية وقللت كميات الطعام. ويضيفون أن هذا يجري في زنازين إسمنتية مصممة بحيث تمنع دخول حرارة الشمس ولا تقي من البرد.