[ مظاهرات شعبية في لبنان ]
تظاهر محتجون لبنانيون، اليوم الأحد، على مدخل ساحة النجمة وسط بيروت، احتجاجًا على عنف الأمن في التعامل مع المظاهرات، ورفضًا لعودة رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، إلى رئاسة الحكومة مجددا.
وأظهرت مقاطع مصوّرة على شبكات التواصل الاجتماعي حشودًا كبيرة من المتظاهرين في ساحة النجمة يهتفون "سعد سعد سعد ما تحلم فيها بعد"، في إشارة إلى رفض عودة الحريري إلى المنصب، كما هتفوا: "ثورة"، و"بدنا نسقط المجلس بدنا الكل، بدنا نسقط الطائفية بدنا الكل".
وكان وسط بيروت قد شهد، على امتداد مساء وليلة أمس، أحداث عنف في 3 ساحات. إذ جرت اشتباكات بين الأمن ومناصرين لـ"حزب الله" وحركة "أمل" اقتحموا "ساحة الشهداء"، أحد المراكز الأساسية للاحتجاجات.
وحاول محتجون دخول "ساحة النجمة"، وسط بيروت، للاعتصام أمام البرلمان، لكن قوات مكافحة الشغب منعتهم، قبل وصول تعزيزات من الجيش.
واستمر التوتر إلى ما بعد منتصف الليل في محيط مجلس النواب وساحة الشهداء، بعد إطلاق مفرقعات من جهة المتظاهرين باتجاه القوى الأمنية التي فرقت المتظاهرين مجدداً مستخدمة القنابل المسيلة للدموع. واستخدمت القوى الأمنية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين تراجعوا لناحية مبنى "Touch" في شارل حلو.
وأظهرت مشاهد مصورة ملثمين بثياب مدنية يضربون المتظاهرين. واحتدمت المواجهات أمام جريدة "النهار"، حيث حصلت حالة من الكر والفر بين عناصر قوى مكافحة الشغب التي تطلق قنابل مسيلة للدموع، ومتظاهرين يرمون العناصر الأمنيين بالحجارة والعصي. وكسرت العديد من واجهات المحال في شارع "أوروغواي".
وقال الأمين العام لجمعية الصليب الأحمر اللبناني، جورج الكتاني، لـ"العربي الجديد" في اتصال معه، صباح اليوم: "عملت فرق الإسعاف التابعة للجمعية على علاج 33 مصاباً ميدانياً، فيما نقلت 10 إصابات إلى المستشفيات للعلاج" مشيراً إلى أن "لا حالات خطيرة بين المصابين"، وهم الذين راوحت إصاباتهم بين حالات الإغماء بسبب تنشق الغاز، والجروح والكدمات بسبب ضربهم بالعصيّ، مؤكداً جاهزية فرق الإسعاف التابعة للجمعية، اليوم الأحد في حال تجدُّد الإصابات في صفوف المتظاهرين.
واليوم، طلبت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن، من قيادة قوى الأمن الداخلي، إجراء تحقيق "سريع وشفاف لتحديد المسؤولين والمسؤوليات" إثر ما حدث ليلة أمس.
وقالت الحسن، في بيان لها: "تابعت طيلة ليل أمس، بقلق وحزن وذهول المواجهات في محيط مجلس النواب وفي شوارع بيروت، والتي أدت إلى احتكاك بين القوى الأمنية والمواطنين وسقوط جرحى من الجانبين.
ودعت المتظاهرين إلى "التنبه من وجود جهات تحاول استغلال احتجاجاتهم المحقة أو التصدي لها بهدف الوصول إلى صدام بينهم وبين عناصر القوى الأمنية التي تعمل على حمايتهم وحماية حقهم في التظاهر، من أجل أهداف سياسية"، وفق قولها.
على المستوى الخارجي، صرّح وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، خلال برنامج "مسائل سياسية" على راديو "فرانس إنتر"، بأن على المسؤولين اللبنانيين أن "يتحركوا لأن البلد في وضع حرج".
وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن "الرئيس (ميشال) عون أعلن أنه اعتبارا من الغد سيستأنف المشاورات (لتشكيل الحكومة). آمل أن ينجح في ذلك بحلول عيد الميلاد"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وقال لودريان "بعد وقت قصير، سيجد البلد صعوبة في التزود بالمواد الأساسية. كما بدأت بعض الشركات تتوقف عن دفع الأجور. من الملح للغاية التحرك".
وتابع ان "التظاهرات تتجاوز الانقسامات السابقة التي كانت قائمة في لبنان بين الأديان والمناطق الجغرافية (...) هناك وضع جديد بين السكان. إنهم يريدون الشفافية (...) ويريدون التخلص من جهاز يجعل الحكم يقوم على توازن القوى بين المجموعات المختلفة".